أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

كلمة في الكلمة
الكلمة لفظ يعمل على محاكاة الأشياء ليعبر عن حقيقتها وماهيتها، وعندما تعبر الكلمة عن شيء ما فانها تماثله وتحاكي حقيقته, وللكلمة في الاسلام أهمية عظمى لما لها من دور فعال في حياة المسلم وتكوين منطقه وشخصيته, لهذا ضبطها الاسلام بضوابط محددة فحث على الكلمة الطيبة ووصفها انها كالشجرة الطيبة مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء , ومنشأ الكلمة في هذا العالم منذ عهد آدم عليه السلام حينما علمه الله الأسماء كلها وعلم آدم الأسماء كلها,, الآية , واهتم الاسلام بالكلمة لأنها تعبر عن فكر الشخص ومحتواه العقائدي وثقافته واهتماماته وما يحمل داخله من مبادىء وما وصل اليه من تجارب، والشخص لا يُعرف ما بداخله الا من خلال لسانه:


لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق الا صورة اللحم والدم

وللكلمة في الاسلام دور عظيم وفعال: أليس دخول الاسلام بكلمة,,؟ والخروج منه بكلمة,,؟ أليس القرآن الكريم كله كلام الله عز وجل؟ وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من اذكار تردد في يوم المسلم وليلته كلها كلمات تقال,,؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم لان أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر أحب اليَّ مما طلعت عليه الشمس وهي فقط كلمات,, ألم يسجن الامام احمد في قضية خلق القرآن لأنه لم يقل كلمة واحدة ويعترف بخلقه؟ وأصر على قوله انه كلام الله؟ لانه يعلم انه عندما يعترف بخلق القرآن فانه سيعطل أوامره ونواهيه,, وهي كلمات تقال.
وحث ديننا الحنيف على الكلمة الطيبة وفضلها الله سبحانه على الصدقة التي يتبعها أذى، بل اشار الرسول الكريم الى مفتاح الحب بين المسلمين في كلمة أفشوا السلام بينكم ، وحث على الصدق واشار إلى ان المؤمن لا يكذب وان الكذب اول آيات النفاق والمنافقون هم في الدرك الاسفل من النار.
فلابد من الكلمة الطيبة الصادقة الصافية النقية التي تحمل طابع الاخوة والود وحب الخير للمسلمين، وان تكون سبيلا الى التوافق والالتقاء والتعاون على البر والتقوى, بل والكلمة التوجيهية التي تحمل طابع النصح والارشاد لابد ان تكون في اطار الحكمة والموعظة الحسنة، فليست كل كلمة تخطر في البال تقال فهناك كلمة لا يلقى لها قائلها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفا, وكما جاء في آخر حديث معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار الا حصائد ألسنتهم , والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض وما لها من قرار , وهناك من حث على الصمت ولكن ليس في كل الاحوال يكون السكوت من ذهب فهناك كلمة تزيد على جميع ما طلعت عليه الشمس من كنوز وغيرها, والكلمة الطيبة صدقة .
مجيب الرحمن عثمان العمري
الباحة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved