| عزيزتـي الجزيرة
لقد تناول موضوع التوحد من قبلي بعض القراء,, وأحببت المشاركة بهذا الموضوع الذي استقيته من شبكة الانترنت.
تظهر بوادر التوحد في السنوات الثلاث الاول من عمر صاحبه نتيجة لاضطراب عصبي يؤثر على وظيفة المخ, ان الاطفال والبالغين المصابين بالتوحد عادة ما يكون لديهم صعوبة في الكلام او الحركة، او في الاستجابة نحو المؤثر والتفاعل مع محيطه، او القيام بالأنشطة او قضاء أوقات التسلية أيضا، لان الاضطراب كما اسلفنا يعيقهم عن التواصل مع من حولهم او الاستجابة لهم، او بالعالم الخارجي، ففي بعض الحالات يظهر على المصاب سلوك عدواني، او ايذاء النفس او كلاهما، كما يقوم بتكرار حركات ما كالتأرجح ورفرفة اليدين مثلا فيما يستجيب للآخرين بطريقة غير سوية، ويتعلق بالاشياء وعدم تغييرها، مع اصراره على عدم تغيير ما تعود على فعله.
واليوم في امريكا هناك اكثر من نصف مليون شخص يعانون من هذا التوحد او من احد أنواع الاضطرابات السائدة المصاحبة للنمو حتى الآن,, معظم الناس بما فيهم المتخصصون في المجالات الطبية والتعليمية، والمهنية لا يدركون مدى كيفية تأثير الاصابة على صاحبها ولا كيف يعاملونه بصورة فعالة.
أسباب التوحد؟
ما زال الباحثون في شتى انحاء العالم يكرسون جل اوقاتهم وجهودهم لايجاد اجابة شافية لهذا السؤال ولا تزال اسبابه غير معروفة حتى الآن الا ان بحثا حديثا يعزو التوحد الى ثمة سمات العصبية والحيوية في الدماغ.
وبالرغم من انه ليست هناك مورثة لها صلة مباشرة بالتوحد، الا ان ما يعتقده الباحثون هو احتمال وجود مورثة قد تكون هي المسبب للتوحد على درجة من التعقيد تضم عدة مورثات اخرى على هيئة مجموعات.
كيف يتم تشخيص المصاب؟
ليست هناك فحوصات طبية يمكن اجراؤها لتشخيص المصاب ان التشخيص الدقيق للحالة يعتمد بالدرجة الاولى على مراقبة صاحبها واستجابته لمن حوله، وسلوكه، ومراحل نموه, ولكون كثير من السلوك المتزامنة مع التوحد يصحبها اضطرابات اخرى لذا يخضع المصاب لاجراء اختبارات طبية متعددة لاكتشاف علامات ظهور الاعاقة مبكرا لاتخاذ العلاج اللازم وبما ان الاضطراب يختلف من حالة لاخرى فيجب تقييم وتشخيص الطفل المصاب باشراف فريق مكون من: اخصائي امراض عقلية، وطبيب نفسي، وطبيب امراض طفولة، واخصائي علاج سمع ونطق، واستشاري تربية خاصة، او مختص له باع طويل في حالات التوحد ان المعالج قليل التدريب او من ليس عنده خبرة كافية او دراية تامة او من لم يسبق له معالجة حالات التوحد يصعب عليه القيام بتشخيص الحالات بنجاح تام لذا نجد الاخصائيين احيانا يقومون بتشخيص المصاب فتظهر النتائج خلافا لتوقعاتهم دون قصد بالطبع، كما ان المختصون يواجهون تحديات لعدم معرفتهم عن كنه الاعاقة والتسليم بصحتها مما يؤدي الى صعوبة في مواجهة وتوفير الخدمات والاحتياجات للمصاب ان مجرد مراقبة المصاب بالتوحد في جلسة واحدة ولمرة بعض الوقت لا تكفي ولا تعطينا الصورة الكاملة حول قدراته وسلوكه, ان ما يتلقاه من الابوين من تعليم وتدريب او ممن يقوم على رعايته، وتاريخ بداية الاعاقة هما عنصران اساسيان هامان جدا يستند عليهما المختصون في الحصول على تشخيص دقيق وللوهلة الاولى,, يبدو بعض المصابين كأنهم متخلفون عقليا وذلك لما يظهر عليهم من اضطرابات في السلوك ومشاكل في السمع وسلوك شاذ وغريب الاطوار ولزيادة الامر تعقيدا ان هذه البوادر يحتمل ظهورها مصاحبة للتوحد وما يهمنا في الامر هو التفريق بين حالة التوحد والحالات الاخرى المشابهة له.
ان التشخيص الدقيق والمعرفة المبكرة للاصابة يوفران اللبنة الاولى الاساسية لتنفيذ برنامج علاج تعليمي مناسب وفعال.
علامات التوحد
1 الاتصال : بطء في نمو المهارة اللغوية أو لا يوجد علامات تدل على ذلك، عدم القدرة على اختيار الكلمات المناسبة مع استخدام الكلمات في غير محلها، الاستجابة للاشارات والايماءات دون الكلام، قصر مدة الانتباه.
2 استجابته للآخرين: قضاء الاوقات على انفراد، قلة الاهتمام في تكوين صداقات، وقلة الاستجابة للآخرين من حوله مثل الابتسام نحوهم او النظر اليهم.
3 اللعب: الافتقاد الى اللعب البريء كاللهو مع الاقران مثلا ، او اللعب التخيلي كامتطاء خشبة على انها حصان ، عدم تقليد ما يفعله الآخرون.
4 السلوك: نوبات غضب دون سبب واضح، هيمنة هاجس التعلق بشيء او فكرة، او نشاط، او شخص، لا يشعر بمن حوله فقط يكون عدوانيا نحوهم او على نفسه، صعوبة في تغيير ما تعود على فعله, البعض لديهم اضطرابات اخرى تؤثر على وظائف الدماغ مثل: الصرع، والتخلف العقلي، ومتلازمة داون، أو اضطرابات سببها مورثات مثل: متلازمة اكس فراجيل، ومتلازمة لانداو كلفنر، ومتلازمة ويليام، ومتلازمة توريت, ان معظم من يتم تشخيصهم عن التوحد يخضعون لاختبار مدى درجة التخلف العقلي لديهم حيث ان نسبة 25 30% تقريبا منهم يعانون منها اثناء بعض مراحل العمر.
ان التوحدي شخص كغيره الاسوياء له شخصية مستقلة وسلوك، وصفات,كما ان هناك ايضا فوارق كبيرة بين التوحديين أنفسهم، فبعضهم الذي اصابته طفيفة مثلا يبدو عليه تأخر في اكتساب اللغة وصعوبة في التعامل مع الآخرين ومواجهتهم، او عند بدايته في حديث ما او ادارة دفته او حتى مواصلته وقد يستجيب للكلام او للحركة وفي الوقت ذاته يتفاعل مع ذلك بطرق شتى مختلفة وغريبة, وقد تتذبذب قدرته من يوم لآخر بسبب صعوبة في التركيز، او تفسيره الخاطىء للاشياء او للمؤثر من حوله، او ما يعانيه من قلق، فيبدي مقدرة على التعلم والاكتساب في يوم ما فيما لا يظهر عليه ذلك في اليوم التالي.
عايض عبدالهادي القحطاني Autism society of America
|
|
|
|
|