| عزيزتـي الجزيرة
السعادة هدف ومطلب كل شخص في هذا الكون, السعادة يقال عنها غذاء النفس وهي البلسم الذي يشفي القلوب والسعادة هي الميزان الحقيقي لما يصل إليه الشخص من راحة فكرية وذهنية يصل من خلالها إلى الإحساس بالسعادة الحقيقية, وهي الإحساس بقيمة الحياة وهي غاية وأمنية كل إنسان على وجه الأرض.
والحقيقة التي نبحث عنها هي كيفية إيجاد السعادة التي قد يختلف البعض في كيفية وجود السعادة, ولكن قد يتفق البعض على أن السعادة منبعها النفس التي هي أول من يحس بالسعادة في جسد الإنسان, وللسعادة أسباب ومسببات ومنها على سبيل المثال الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى في كل أمورنا الحياتية وتطبيق سنة نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلّم, وكذلك القناعة التي يقال عنها إنها كنز لايفنى وعدم الغرور بما يصل إليه الإنسان من مكانة رفيعة في المجتمع, والبعض يعتقد أن السعادة هي في كثرة المال الذي يعتقد البعض أنه سيجلب لهم السعادة وهذه وجهة نظر خاطئة لأن السعادة لا تشترى بالمال بل هي منَّة من الله عز وجل يمن بها على عباده الصالحين المتقين له في السراء والضراء, وقد تتحقق السعادة لمن لايملك مالاً ولا جاهاً وقد يكون الإنسان السعيد قنوعاً لا يتوانى في فعل الخير للآخرين بدون تردد والحقيقة التي يجب على الجميع معرفتها هي أن السعادة لا تشترى بأي ثمن ولا تباع لأنها ليست سلعة وإنما هي مفتاح العطاء والبذل والسخاء للإنسان في الحياة في غير معصية الخالق عز وجل وهي الدافع الحقيقي للإنسان لأن يكون صادقاً مع نفسه أولاً وقبل كل شيء.
والسعادة كلمة صغيرة ولكن معناها عظيم وكبير ومن يتمتع بنعمة السعادة هو البشوش الذي تكون نفسيته مبتهجة ويكون باله مرتاحا صادقاً مع نفسه ومع الآخرين طموحه كبير في الحياة,, اليأس لايجد إلى نفسه طريقاً ولايحقد على أحد متواضع مع الناس في تعامله ومع الآخرين,, لطيف والابتسامة لاتفارق محياه مطمئن وواثق من نفسه, والسعادة تعطي للإنسان دفعة قوية ومعنوية على ترك المعاصي والرجوع إلى الله في كل صغيرة وكبيرة.
والسعيد هو من يتلمس هموم من حوله ويحاول المساعدة بما يقدر عليه في سبيل إرضاء الضمير, والسعادة التي نسعى لها هي ينبوع الحنان الذي يمد النفوس والقلوب بالحب والعطف والمودة الصادقة وهي الراحة النفسية الناتجة عن إحساس النفس وتقبلها لمعطيات الأمور بصورة عقلانية متزنة لأن العقل هو مصدر أمان النفس في الحياة, والسعادة قد نجدها في المال والأولاد والزوجة الصالحة والجار الطيب والمجتمع الأسري المتكافل فكل هؤلاء يحملون نسبة من السعادة, وكذلك السعادة مرتبطة بالحرية الفكرية, ونتمنى من الله العلي القدير أن يجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
محمد علي عطيف جازان بيش
|
|
|
|
|