|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.
لقد جاء ديننا الاسلامي الحنيف ليقوي الروابط ويشد عرى الأخوة بين المسلمين حتى ينشأوا متحابين متراحمين كالأسرة الواحدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .
ولا يمكن حصول ذلك الا باستشعار الأخوة الاسلامية بين افراد المجتمع المسلم فالمسلمون كالجسد الواحد اذا تألم بعضه تألم كله,فما اعظم هذا الدين وما أشد شفقته على أبنائه اذا طبقوا تعاليمه,لقد أعجبني وسرني ما رأيته من بعض الجيران في هذا الزمن الذي لا يكاد الجار يعرف جاره فضلا عن ان يجلس معه ويؤانسه ويشعر بآلامه وآماله ويشاركه افراحه وهمومه الا ما ندر وذلك لتعذر الجميع بمشاغل الحياة فالله تعالى هو المستعان أقول سرني ما رأيته من بعض الاخوة الذين يجتمعون على مائدة العيد حيث يجتمع جماعة مسجد الحي في مكان مناسب في العيد فيسلم بعضهم على بعض ويهنىء بعضهم بعضا فتشعر حقا بطعم العيد وفرحته وتقوى الروابط بين افراد المجتمع وخاصة بين الجيران وتزيد الالفة والمودة وتذهب الجفوة وتزول الفجوة, وثمة امر آخر مفرح اتمنى من جميع أئمة المساجد ان يحثوا جماعة مساجدهم على العمل به وهو الاجتماع الشهري او الاسبوعي لجماعة المسجد حيث يجتمعون عند احدهم ويناقشون امور مسجدهم وحبهم ويتفقدون بعضهم فما احسن هذا الاجتماع وما اعظم فوائده لما له من اثر عظيم على بث الالفة والمحبة بين جماعة المسجد ومناقشة بعض المشاكل التي تهم الحي ليتم حلها اضافة لما يحصل فيه من السلام والانس بين أفراد الحي فيا ليت هذه الفكرة تعم كل افراد المجتمع فيجتمعوا على البر والتقوى حيث يشعر كل فرد بصدق الاخوة الاسلامية وعمق الرابطة الايمانية ويتعاون الجميع لما فيه صالحهم وخيرهم ولا يتأتى ذلك الا حينما يوجد من يتحمس لهذه الفكرة ويشجع عليها ويتبناها ويكون الاجتماع دوريا عند احد الجيران دون تكلف بحيث يكون الاجتماع دائرا على جميع افراد الحي يمر الدور على كل واحد منهم حتى يشجع ذلك على الاستمرار ولو لم يجتمع الا نصف الجماعة فان هذا يكفي وينبه الامام الى موعد الاجتماع ومكانه حتى يتشجع الجميع على الحضور,اسأل الله تعالى ان يجمع قلوبنا على طاعته وان يزيل ما بصدورنا من جفاء.
عبدالعزيز الحميدان الزلفي
|
|
|
|
|
