أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

تعقيب على كاريكاتير هاجد
شركات الخدمات: طنش تعش!!
أُعجبت كثيراً بمضمون الكاريكاتير الذي رسمه لجريدة الجزيرة الفنان هاجد بتاريخ 11 جمادى الأولى الجاري حول معاناة الموظفين من ارتفاع تكاليف بعض الخدمات الأساسية وهي الكهرباء والهاتف الي صارت تقتطع جزءاً لايستهان به من راتب الموظف الشهري, اُعجبت كثيراً بهذا الرسم لا لأنه يمثل طرحاً جديداً لهذه المعاناة أو يتناولها لأول مرة فقد أشبعها الكثيرون قبله وأوسعوها تناولاً وطرحاً, ولكن لأن لمثل هذا الأسلوب الفني في الطرح مذاقه الخاص وتأثيره الفاعل والمثير على الأقل للتسلية والوناسة, وإلا فالشركات كما يقول العوام: استملست جلودهم على النقد وصاروا يتعاملون معه وفقاً لسياسة: طنش تعش, وصارت كتاباتنا تبعاً لذلك تذهب في الهواء وردود الفعل هباء في هباء, ومع ذلك فإن أمانة الكلمة تتطلب منا عدم إغفال الجوانب الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع وهي:
1 إذا كان هذا حال أصحاب الرواتب الشهرية الثابتة التي لاتخلو في الغالب من دعم آخر من رواتب الزوجات, فما هي حال من ليس لهم رواتب او أعمال خاصة تدر عليهم دخلاً شهرياً معيناً وإنما اعتمادهم بعد الله على مساعدات الضمان الاجتماعي والمساعدات الخيرية غير الثابتة وماهي حال ذوي المهن البسيطة من أصحاب المباسط والمحلات والورش والمزارع الصغيرة التي غطت عليها الشركات الزراعية الكبيرة والمحلات والمراكز الحديثة والأسواق المركزية التي استقطعت اليها صغار المتسوقين والباحثين عن الخدمات أكثر من كبارهم, بالتأكيد فإن معاناتهم أكبر وأولى بالاهتمام والمراعاة من المسؤولين عن هذه الخدمات.
2 أن الهاتف وإن كنا جميعاً نشتكي من ارتفاع تكاليفه خاصة بعد خفض ساعات الاتصال المجاني إلى النصف ورفع تكاليف الدقيقة الواحدة إلى 5 هللات بدلاً من 2,5 هللة إلى جانب زيادة رسوم الشبكة المحلية 120 ريالاً التي يشعر المواطن أنه يتحملها من غير مقابل لأن صيانة الشبكة هي من صميم عمل الشركة, أقول بالرغم من ذلك فقد قامت الشركة بشكل عام بتوفير هذه الخدمة سواء عن طريق الهاتف الجوال أو الثابت لكل من يطلبها واصبح الحصول عليها يتم في زمن قياسي وانتهت تلك الأزمة والشكاوى المرتبطة بها وهو مما نثمنه للمسؤولين في الشركة ونشكرهم عليه ويجعلنا نحس بشيء من الرضا والقناعة ببعض الزيادة في التكاليف التي يوجد لها مقابل يعود على المواطن بالنفع, وهذا بخلاف الكهرباء التي طبقت الرسوم الجديدة ولم يحدث أي تغيير إيجابي في توفير الخدمة للمشتركين الجدد ومايزال عدم توفر المواد يعوق توصيل الخدمة إلى كثير من الجهات وإلى كثير من الأفراد حتى التي لاتبعد التجديدات عنهم إلا بضعة أمتار ومايزال المواطن كما كان بحاجة إلى مزيد من الانتظار والمواعيد المتكررة وماتزال هناك مخططات قديمة محرومة من الخدمة في كثير من المدن الرئيسية ومجمدة بسببها وأخص بالذكر مخطط المنح في محافظة الرس.
3 لاننسى ونحن نتحدث عن زيادة رسوم الكهرباء والهاتف مايستفيده المواطن حالياً من انخفاض تكاليف الماء التي تبدو شبه رمزية بحيث يمكن اعتبار بعض مايتحمله المواطن من زيادة في تكاليف الهاتف والكهرباء مقابلاً أو قريباً مما يستفيده من انخفاض تكاليف الماء الذي لايقل أهمية عن هذه الخدمات إن لم يكن أهمها جميعاً بحيث لو قمنا بعملية حسابية لاستخراج متوسط تكاليف هذه الخدمات مجتمعة لحصلت على متوسط تكاليف معقول ومعتدل مقدراً بما يمكن أن يتحمله المواطن في حالة تعديل تكاليف المياه بالرفع.
ومع ذلك فإنني لا أطالب برفع رسوم استهلاك المياه رفقاً بأحوال المواطنين خاصة أصحاب الدخول القليلة والمتوسطة كما أنني لذات السبب أضم صوتي إلى كل من ينادي بخفض رسوم الخدمات المناطة بشركات الكهرباء والهاتف.
والذي قصدته من ذكر التكاليف المخففة جداً لخدمات المياه هو ان يضع المواطن هذا الأمر وهذه الخاصية في اعتباره فلايكون تركيزه دائماً على السلبيات والمثالب ويتجاهل مايتنعم به من الايجابيات والمناقب.
وبالله التوفيق
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved