| الاخيــرة
كانت صحيفة الرياض قد نشرت تقريراً صحفياً في عددها الصادر بتاريخ 12/3/1421ه عن طفل لم يتجاوز ربيعَه الحادي عشر، يُدعى سامي العنزي، دهسته سيارة شاب عابثٍ في أحد أحياء الرياض أثناء محاولته عبورَ شارع عام.
ونتج عن الحادث، استناداً الى التقرير الصحفي المشار اليه، إصابةُ الطفل سامي بشللٍ رباعيّ وفقدُه القدرةَ على النطق!
***
من جهة أخرى، نسب معدُّ التقرير، مناحي الشيباني، الى والد الطفل المصاب القول إنّ السلطةَ المروريةَ المختصة في الحيّ أفرجت عن الشاب مرتكبِ الحادث بكفالة، في حين طالبت والدَ الضحية بالتنازل عن حقّه الخاص، كما (تحفّظت) أمنياً على الطفل المصَاب الذي كان يرقدُ بِلا حراكٍ في أحد مستشفيات الرياض.
***
والحقّ أن التقرير الصحفي المشار اليه هزّ وجداني، فبادرتُ بكتابة رسالة خاصة الى سعادة مدير الأمن العام، الفريق أسعد عبدالكريم الفريح، أطلبُ منه التدخّلَ في (سيناريو) ذلك الحادث، لمصلحة الطرف المؤيَّد بالحق!
***
وأشرتُ في رسالتي الى أنني لا أعرفُ أيّاً من طرفي الحادث، ولا تربطني بآل أيّ منهما صلة، كما أنني لا أجزمُ بصحّة كلّ ما رواه التقريرُ المشار اليه على لسان والد الضحية، لكن الحادثَ، يظل، رغم كل شيء، مُلفتاً للنظر، ولذا، رجوتُ الفريقَ أسعد عبدالكريم ، انطلاقاً من غيرةٍ وطنية وانسانية، بذل ما يراه، ردعاً لعبثِ العابثين.
وتسَاءلتُ في الوقت ذاته: كيف (يُكافأُ ) الشابُّ العابث بإطلاق سراحه، في حين يُطالبُ والدُ الضحية بالتنازل عن حق ابنه فيما لحقه من أذى، ثم يُتحفّظ أمنياً على الطفل المشلُول رباعياً,, وكأنّ الطالبَ بات مطلوُباً!
***
وقد تلقّيتُ مؤخراً رداً ضافياً من سعادة مدير الأمن العام، الفريق أسعد عبدالكريم مهّد له بديباجة ثناء جميل، وجاء الردُّ معبراً عن شفافية صاحبه، ولا عجب، فهو يجمع بين عذوبة الشّاعر وصلابة رجل الأمن!
***
علّق الفريقُ عبدالكريم على التقرير الصحفي سالف الذكر قائلاً:
,,, تمت متابعةُ هذا الأمر من قبلي وكان محلّ الاهتمام، وأفادت الجهة المختصة أنه تمّ رفع تقرير لأنظار صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض متضمّناً إدانة السائق (مرتكب الحادث) بنسبة 60% لسرعته ومباشرته الصدم، وعدم تلافي الحادث، اضافة إلى عدم حمله رخصةَ قيادة، كما أُدينَ المصابُ وذوُوه بنسبة 40% بسبب قطع الطريق أمام السيارة في الوقت الذي كان يجب عليه الانتظار وعدم تعريض نفسه للخطر وإهمال ذويه له، وقد صدر التوجيه بإطلاق سبيل السائق بالكفالة النظامية حتّى تُستكمل الإجراءاتُ النظامية للحادث,,
***
,, أما بخصوص التحفّظ على الطفل أو غيره في مثل هذه الحوادث، يضيف الفريق عبدالكريم فإن ذلك من الأمور المسلَّم بها في مثل هذه القضايا المرورية التي لم يفصل بها، وهو تحفّظ احترازي تقوم به الدوريات، لا سيّما وأن الطفل صغير السن، وخروج أصحاب مثل هذه الحالات من المستشفى يُبقي الحوادث معلقةً دون استكمال الإجراءات اللازمة حيالها، كما يأتي ذلك اهتماماً بالطفل كي لا يخرجَ دون راعٍ، وعندما تم تسليم التقرير الى مركز (الشرطة المعني) وجّه خطاباً فورياً يتضمن رفع الحجزِ الاحترازي عن الطفل وتسليمه الى والده.
***
وختم الفريق عبدالكريم ردّه قائلاً:
,, انني دوماً أتقبل كافة الملاحظات برحابة صدر واهتمام بالغ وأعتبرها المشعل الحقيقي الذي يُضيء لنا الطريق في تصحيح تلك المسارات، وقد بدأنا في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع حدوث وتكرار مثل هذه الحالة بأيّ شكل من الأشكال، وليس ذلك على مستوى هذا القسم فحسب، بل على كافة الأقسام على مستوى مناطق المملكة,,
***
وختاماً,, أوجّه الشكر الجزيل,, والجميلَ معاً لسعادة الفريق أسعد عبدالكريم، مدير الأمن العام، لتعامله مع ذلك الحادث تعاملاً مسؤولاً، جسّدَ شفافية الأديب، وحصافةَ الإنسان، وجدّية المسؤول، فأمنُ المواطن سَائراً كان أو قاعداً أو نائماً، أمانة في عنقه ورفاقه العاملين المخلصين معه، في كل موقع وموقف وزمان! ودعائي الحار للطفل المصاب سامي بالشفاء العاجل، ليستأنف بإذن الله مشوارَ الربيع الجميل من عمره، وأتمنى لأسرته الصبر والسداد.
عبدالرحمن بن محمد السدحان
|
|
|
|
|