|
| الاقتصادية
اعتاد الغربيون عندما يتقابلون ان يكون الطقس وتقلباته هو موضوع السؤال والحديث وذلك بعد التحية مباشرة, وقد اصبح الوضع هنا مشابهاً الى حد كبير لكن مع تحوير بسيط ففواتير الكهرباء والسؤال عن المبلغ الذي تحمله واسباب زيادته وتبادل الآراء حول افضل السبل لخفض قيمة الفاتورة اصبحت على قائمة موضوعات الحديث حتى في اللقاءات العابرة.
ولم يعد الامر مجرد مقارنة لتكلفة الاستهلاك من الكهرباء بين فصلي الشتاء والصيف والتي تتضاعف خلال الصيف الى عشرين ضعفاً في بعض الاحيان, ولم يعد ايضاً مقارنة لتكلفة استهلاك الكهرباء بين المناطق الحارة والمعتدلة والتي يفترض ان تؤخذ في الاعتبار في ظل الاسعار العالية للكهرباء والتي اصبحت رسماً يتوجب على من يسكن او يستثمر في المناطق الحارة دفعه كل صيف, وانما اصبحت المقارنة بين تكلفة استهلاك الكهرباء في صيف هذا العام بعد بدء تطبيق الاسعار الجديدة مع التكلفة في صيف العام الماضي, ربما يكون من التبريرات ان صيف هذا العام اكثر حرارة من صيف العام الماضي، لكن الجميع متفقون على ان السبب الرئيسي هو زيادة الاسعار عما كان عليه الحال في الاعوام السابقة حتى مع وجود رسم الكهرباء.
المتوقع ان زيادة الاسعار سببها توفير قدر معقول من الارباح لحملة الاسهم، لكن السؤال هل توفير هذا القدر من الارباح لا يتأتى الا عن طريق زيادة الاسعار؟ من البدهيات ان الربح هو الفرق بين الايرادات والتكاليف ولذا فان زيادة الارباح او تقليل الخسائر يمكن عن طريق زيادة الايرادات او خفض التكاليف او كليهما معاً
واذا كان الامر كذلك فان هناك العديد من الوسائل التي تساعد على تحقيق ارباح مناسبة وليس بالضرورة ان تكون زيادة الاسعار احدها, فكل ما يؤدي الى خفض التكلفة يؤدي الى زيادة الارباح، فالبحث عن اساليب وطرق جديدة لانتاج وتوليد الكهرباء بتكلفة اقل واتباع سياسة سعرية تشجع على نقل الاعباء من اوقات الذروة الى الاوقات التي يكون فيها الطلب على الكهرباء منخفضاً كلها وسائل تعمل على خفض التكلفة وبالتالي زيادة الربح, وكذلك خفض المصروفات الادارية وربط الانفاق في هذا الجانب بالعائد المتوقع منه, والامر الاخير يحتاج الى مراجعة سريعة ودقيقة حتى يتم استبعاد بنود الانفاق غير الضرورية وتخفيف المتضخم منها الى الحد المناسب, امر آخر يسهم في خفض التكلفة هو العمل على زيادة الكفاءة الانتاجية والارتقاء بمستوى اداء العاملين.
ما يمكن ان نخلص اليه هو ان هناك العديد والعديد من الطرق التي تساعد على تحقيق قدر مناسب من الارباح لشركة الكهرباء بدون اللجوء الى زيادة الاسعار والذي هو ايسر الحلول لكنه ليس الوحيد وليس الافضل والذي لاشك فيه ان له اثاراً سلبية على كثير من المتغيرات والجوانب التي تهم المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|
