أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,جمادى الاولى 1421

المجتمـع

أكد أنه محسود على حياته البدوية
الكرشمي يرفض حياة المدن ويفضل العيش في الصحراء
خط الرياض الطائف جعلني وحيداً بدون جيران أو أقارب
* تحقيق : عليان آل سعدان
على بعد مائتين وخمسين كيلاً شمال محافظة الطائف وبالتحديد بالقرب من المويه القديم في صحراء قاحلة يعيش المواطن بن شامان الكرشمي واسرته المكونة من زوجتين واطفال صغار بالسن داخل خيمة منذ اكثر من ثلاثين عاماً ولا يوجد بالقرب منه أي شيء يذكر.

الجميع رحل
الجزيرة انتقلت لموقع المواطن على بعد عشرين كيلاً من المويه الجديد التي رحل اليها كافة سكان المويه القديم باستثناء المواطن المذكور الذي فضل العيش هنا تحت حماية الأمن والاستقرار الذي تنعم به هذه البلاد وجرى معه حوار ورد فيه ان احواله المادية لا تسمح له بالرحيل من هذه المنطقة الصحراوية التي بدأ طفولته فيها منذ أكثر من خمسين عاماً, ويقول المواطن قبل مائة عام من الآن كما يروي لنا الأولون كانت هذه المنطقة مخيفة جداً والداخل فيها مفقود وخالية تماماً من السكان, ولكن قطاع الطرق كانوا يتربصون فيها للمارة والاستيلاء على ما يملكون من اغراض وخلاف ذلك, ولكن المنطقة كانت غنية بالمياه العذبة آنذاك, وعندما اختارها الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة رحمه الله مقراً يقضي فيها جزءاً من وقته خلال رحلاته وشيّد بها قصرا لجلالته, حل فيها الأمن والاستقرار، وجاء الناس للعيش فيها من كل المناطق القريبة منها وعمرت المنطقة واصبحت انذاك تعرف بالمويه القديم عين لها امير ووضعها الملك عبدالعزيز في اهتمامته رحمه الله ومن بعده حتى وقت قريب هي الكل، وتتبع لها كل المناطق المجاورة والمعروفة حالياً بظلم ورضوان وعفيف وحفر كسب وغيرها من المناطق المذكورة التي اصبحت حالياً مستقلة ادارياً, ويواصل المواطن الكرشمي قائلاً: لكن الحظ لم يدم طويلاً للمويه لقديم وعندما اعتمدت الدولة حفظها الله في العهود الزاهرة تعبيد طريق يربط مدينة الطائف بالعاصمة الرياض وكذلك المناطق الأخرى, جاءت عملية مرور الطريق على بعد 20 كيلاً من المويه القديم الذي سيجعل مثل هذه المنطقة مكانك سر وغيرها قابلة للتطوير والعمران الحديث الأمر الذي جعل ابناءها يفكرون في ادراك ذلك وبالتالي نقل مدينة بكاملها من موقعها الحالي القديم الى موقع جديد مجاور للطريق العام الذي بدون شك ستكون له فوائد وانعكاسات ايجابية على المدينة الجديدة التي اطلق عليها اسم المويه الجديد حتى اصبحت فيما بعد بفضل مرور الزمن مركز المويه, وقد استقر كافة السكان الذين رحلوا من المويه القديم الى المويه الجديد ولم يظل بالمويه القديم سوى شخصي المسكين لأنني لا امتلك اي شيء استطيع من خلاله اقامة سكني لابنائي بالمويه القديم وفضلت أن أظل أعيش في الموقع القديم مدعياً انني متمسك بالعادات والتقاليد القديمة ولايمكن ان اترك الارض التي عاش عليها آبائي واجدادي وفي حقيقة الأمر انني كنت آنذاك اتمنى الانتقال مع الجماعة لكن الظروف المادية لا تسمح اطلاقا لذلك كما تشاهد انا الوحيد الباقي اعيش بهذه المنطقة منذ ثلاثين عاماً.
ويضيف المواطن حالياً تأقلمت كثيراً على الحياة بمفردي مع زوجاتي واطفالي الصغار واشعر انني مرتاح نوعاً ما ومن حولي هدوء للغاية وطبيعة صحراوية جميلة واجواء نقيه جداً وقريب مني آبار قام بحفرها المغفور له الملك عبدالعزيز، المياه فيها متوفرة وكافية بالنسبة لي ولافراد اسرتي وما لدينا من مواشي ولا أحد يزاحمنا علي تلك الآبار، واسرتي تأقلمت هي الأخرى على الحياة بمفردنا بعيدا عن الناس, لا نعاني من اي مشاكل مع الآخرين والجيران او غيرهما ولاحد يشتكي منا في هذا الموقع ولا نحن نشتكي من احد.

عابرو الطريق يحسدوننا
ويواصل الكرشمي قائلاً عن حياته بهذا الموقع: نحن لانشعر بالخوف اطلاقا وننام ونحن مرتاحون جداً والفضل في ذلك يعود لما تتمتع به هذا البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها بنعمة الأمن والاستقرار الذي نتمنى من الله ان يديمه علينا للابد تحت ظل قيادتنا الحكيمة التي وضع لها المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز قوانين وانظمة تعتمد اساساً على الشريعة الاسلامية السمحة.
ويضيف الكرشمي قائلاً: تصدقون ان البعض من عابري الطريق يقصدوننا احيانا للراحة أو للأكل وشرب الماء او للسؤال على الطريق ويجلسون عندنا بعض الوقت، ويحسدوننا احيانا على الراحة التي نحن فيها بالرغم من انهم يعيشون في مدن حضارية تتوفر بها كل الخدمات العامة والمريحة والرفاهية المتكاملة ومع ذلك عندما يحضرون الى هنا يقولون ان الحياة هنا افضل من المدينة بكثير.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved