| مقـالات
عندما تستغرق متأملاً في هذه الحياة,, ستشعر بارتياب غريب في المقارنة بين النقيضين لكل ما يتعلق بالحياة وبك أنت كإنسان تخضع لمعطيات الوعي واللاوعي وآثار الاتصالات والشعور بهذا الوجود,, والعالم الخارجي!!.
كما أنك تقف أمام مفاجآت القدر واحتراق الأفئدة حتى يذهب الرقاد,, فتصاب بالتعب الشديد والانكسار الظاهر والباطن ويتحول ما بداخلك إلى سجلات ذكرى تقلبها في وحدتك لواقع مرير يفرض عليك الاعتراف,, والاستسلام أمام الفجائع بصورها المختلفة!!.
وإن اعظم مصائب الدهر فقدان الصبر,, فعند سماعنا لخبر موت أحدهم تنتابنا موجة حزن نقارن فيها بين حياة الدنيا وحياة الآخرة!!,, ونلتمس الرحمة من الرحمن الرحيم,, فنحن البشر لنا مجموعة من الطبائع المشتركة التي تحقق إنسانيتنا وتميزنا عن المخلوقات الأخرى وجوهر هذه الإنسانية يتسع باتساع الحياة وما فيها من أحداث تتلاءم مع أناس وتتنافر مع آخرين ومصائب الموت تتنوع فأناس يموتون مرضى وآخرون غرقى أو بين أنياب سمك القرش,, وآخرون تحت أنقاض هدم لزلزال وبين ألسنة النيران وزفرات البراكين وغيرهم في أحضان الطوفان,, أو في زوبعة ريح عاتية وغيرهم,, يستلّهم الموت وهم في مساكنهم وبين ذويهم أو وهم ساجدون!! وتعدد صور الموت فيه حكمة وليس لتلوكها الألسن لقصص عابرة!!.
الموت حق,, سيطرق أبوابنا جميعاً,, غنينا وفقيرنا,, صغيرنا وكبيرنا,, كلنا الى طريق واحد,, تتعدد صوره ولكن النهاية الحتمية لنا جميعاً ان نعود للأرض التي منها خلقنا!!.
الموت حق,, وخيرنا,, من ختمت حياته بأحسن الأعمال فرغم امتداد هذه الحياة,, إلا أننا إلى خالقنا راجعون,, كما اننا في هذه الدنيا لا نعلم أينا السعيد في يوم البرزخ,, ومهما عظمت أعمالنا الصالحة لا يحق لنا أن نقول: فلان سيىء الطالع,, خاتمته سيئة وكأننا مبشرون فنحن بشر وحري بنا أن نلتمس لإخواننا المسلمين الرحمة من خالقهم وأن نذكرهم بأعمالهم الخيرة ونترحم عليهم فالله وحده,, البصير بعباده جميعا، وقد قال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء إنما الميت من يعيش شقياً كاسفا باله,, قليل الرجاء فأناس يمصصون ثمادا وأناس حلوقهم في الماء |
|
|
|