أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

دقات الثواني
الحكم الإداري للقدس
د, عائض الردادي
لا أشك ان كل مسلم قد بقي قلقا على مدى أسبوعين خوفا من أن يأخذ اليهود شرعية احتلالهم للقدس حتى فرّج الله همّهم بإخفاق قمة مجمع داود (كامب ديفيد) يوم الثلاثاء 24 ربيع الآخر 1421 ه الموافق 26 يوليو 2000م، فقد كشف الله الغمة بانهيار المحادثات دون التوصل الى اتفاق حول القدس الشريف، وهو نصر للمسلمين بلا شك، فبقاء القدس محتلة أهون من إضفاء الشرعية على الاحتلال بجرّة قلم كما حدث بعد (أوسلو) من إعطاء شرعية للوجود اليهودي في فلسطين المحتلة عام 1948م.
أحد صحفيي جريدة (هاآرتس) اليهودية قال: إن أهمية اعتراف الفلسطينيين بحكم اليهود للقدس تكمن في جلب الاعتراف الدولي لهذا الحكم حيث لا يعترف بالاحتلال الآن أي دولة حتى الأرض المحتلة عام 1948م لا يعترف بها كثير من الدول وبخاصة الاسلامية عدا عدد محدود جدا.
لقد دعمت القوى الكبرى تهجير اليهود قبل (50) عاما فقط من كل انحاء العالم الى فلسطين ثم طرد الشعب الفلسطيني وتشتيته في العالم أو بقاءه في مخيمات كلها مآسٍ، أو تكسير عظامه من قبل اليهود أو القذف به في غياهب سجونهم وإذلاله في كل الأحوال واستباحة أرضه وإهداءها لإقامة سفارات عليها للدول الأخرى بحكم أنها أرض غائبين (مطرودين) ومع كل ذلك صمد هذا الشعب وقبل المآسي والتشريد، ولم تغرِه آلاف الدولارات مقابل بيع قطعة أرض بالأمتار، وهو يعلم انه اذا لم يقبل فستصادر، بل وتهدم على رؤوس أبنائه، ولكنه الإصرار على الحق لأن الله سيُحق الحق ويزهق الباطل, إذا لم يستلم أهل الحق كما حدث في جنوب لبنان أمام أعيننا، وفي تاريخ القدس على مرّ القرون.
لقد أسس العرب (اليبوسيون) الكنعانيون مدينة القدس قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة، وعندما وصلها ابراهيم عليه الصلاة والسلام سنة (1850 ق, م) قابل ملكها الكنعاني (ملكي صادق) ولم يدم حكم داود وسليمان عليهما السلام أكثر من (70) سنة وهما نبيّان من أنبياء الله يعظمهما المسلمون ويؤمنون بنبوّتهما لايمانهم بنبوة موسى وعيسي عليهما السلام، ولكن اليهود كعادتهم عاثوا فيها فسادا بعد النبيين الكريمين مثل فسادهم الآن فسلط الله عليهم (نبوخذ نصّر) البابلي فأنهى حكمهم لها، وهي الفترة الوحيدة التي حكم فيها اليهود القدس ولم تزد عن سبعين سنة، ثم عاد الحكم للعرب وبقوا سكانها وإن احتلها غزاة كالرومان حتى أعادها عمر بن الخطاب، ثم احتلها الصليبيون مدة (90) عاما حتى حررها صلاح الدين الأيوبي وهكذا يتضح ان اليهود لا شرعية لهم في حكم القدس، أما موضوع العبادة فان العرب ثم المسلمون لم يمنعوا عابدا من ممارسة العبادة في القدس، ومن أراد التوسع في هذا فليقرأ كتيب (القدس) الذي ألفه د, حسن ظاظا رحمه الله وطبع 3 مرات آخرها طبعة مجلة الفيصل مع عددها 232.
إننا ندعو الله ان يحرر القدس من احتلال اليهود، ولكن ان لم يحن ذلك، ندعوه ان تبقى محتلة حتى يأتي الزمن الذي شاءه لتحريرها كما حصل في المرات السابقة، ولا أظن مسلماً مؤمن القلب واللسان سيقبل ان تحكم اسرائيل القدس حكماً إدارياً، ولو حصل - لا سمح الله - فإن العالم الاسلامي سينفجر من شرقه الى غربه، والله يعلم ماذا سيحدث، فإذا كان العالم الاسلامي قد تفجر غضباً لوليمة لأعشاب البحر والآيات الشيطانية فالله العالم وحده ماذا سيحصل إذا اعترف لليهود بشرعية حكم إداري للقدس.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved