أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st August,2000العدد:10189الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

المشروعات النسائية دعم لاستراتيجيات التنمية
اهتمت استراتيجيات الخطط التنموية التي أخذت بها المملكة بدور المرأة التنموي وحثت على صقل قدراتها وتنميتها معرفياً وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وعملت مؤسسة الدولة على النهوض بالمرأة كي تواكب المتغيرات الاجتماعية ومسيرة المجتمع نحو التقدم والتطور، وإزاء ذلك تعددت وانتشرت الجمعيات النسائية في ربوع المملكة بهدف رفع مستوى المواطنات السعوديات الديني والتعليمي والاجتماعي والصحي، فأدرجت ضمن برامجها برامج رعاية الأمومة والطفولة وبرامج التدريب الفني والمهني من أجل أن تصير منتجة حسبما تكون عليه طبيعتها وإمكاناتها دعما للتنمية التي تنهض على العوامل الاقتصادية والاجتماعية, وكان نتاج الثورة النفطية بروز بعض المشكلات التي ترجع في أساسها لنزعة الصراع البادية بين التقليديين والمحدثين.
والجدير بالذكر أن خطط التنمية الشاملة التي أعقبت الطفرة كانت عاملاً حاسماً في تحول المجتمع من الطابع التقليدي إلى الطابع الأوتقراطي الحديث, ومن المسلمات التي يرددها علماء الاجتماع أن التحول يقضي بعدم الاستقرار في المجتمع غير أن السعودية أثبتت عكس ذلك وأعطت مثلا أن التحول في ظل قيادة واعية مدركة رشيدة يعطي درجة عالية من الاستقرار حيث ان التغير الحادث في المجتمع تغير تدريجي في ظل وجود استقرار سياسي واقتصادي على الرغم من الإنجازات التي حققتها التنمية مثل : إنتاج النفط والمنتجات غير النفطية، والتوسع في نظام الاتصالات، وتوليد الطاقة، وتجميع الغاز، وتطوير المعادن، وتوسيع الصناعات القائمة على الهيدروكربونات، وصناعات أخرى غير هيدروكربونية فضلاً عن التطوير الإداري، وفي مجال تطوير الموارد البشرية أعطت الخطط التنموية تسهيلات تعليمية وتدريبية في مستويات مختلفة, هذا وقد نالت المرأة حظها من هذه التسهيلات فضلاً عن توفير الخدمات الصحية المجانية المقدمة لكافة أفراد الأسرة، وكان نتاج ذلك هو حصول المرأة على عمل مجز وفقاً لقدراتها مما أعانها على الاعتماد على نفسها وتحملها مسؤولية المساهمة في تطوير أسرتها ومجتمعها.
ونتج عن التطوير السريع للقوى البشرية مزيد من التقدم والرقي والرفاه في المجتمع السعودي.
ونتيجة لخروج المرأة للعمل حدثت زيادة في الدخل الحقيقي للأسرة ورفع مستوى معيشتها وتعزيز الاستقرار والتماسك والتفاعل الاجتماعي الموجب للأسرة وعزز ذلك رفع وتوسيع مستويات الخدمة الصحية والتعليمية.
وواكب عملية التنمية دعم برامج التحول الاجتماعي وتعزيز القدرات مع الوضع في الاعتبار المحافظة على القيم الدينية للمجتمع والحفاظ على الهوية الثقافية.
وعلى الرغم من دخول المرأة لميدان العمل إلا أنها تعمل في ظل وحماية دستور إسلامي يقضي بالمساواة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق وفي توقيع العقود وفي حيازة الممتلكات وكذلك التصرف فيها كيفما يتراءى لها، ولها الحق في أن تتمتع بالاستقلال الاقتصادي والسيطرة على مقاديرها وأمورها, هذه الحقوق التي تنالها المرأة في ظل التشريع السماوي تعطيها قدرا إنسانيا تتساوى فيه مع الرجل فقد حباهما الله معا بقدرات وإمكانات متساوية للتعلم والفهم والإدراك، والتعليم واكتساب المعرفة والمسايرة مع التقدم التقني.
وعمل المرأة أبدا لم يكن حديثا فمن قرون مضت وهي تعمل مبتكرة ومبدعة في الحقول والمزارع والصحراء, واستجابة للتغير الاقتصادي والتطور التقني وزيادة فرص التدريب الفني والمهني والمهاري جعلها تساهم في قطاع الإنتاج والمال والاقتصاد ونواحي الحياة الأخرى مثل الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والنفسية وشغل أوقات الفراغ واصبح لها مكانة نعتز بها، ودور يحمد لها، ووضعية تناسب كيانها، وقيم لا تخرج فيها عن نطاق التعاليم الإسلامية وما تحض عليه الشريعة السمحة وما يسمح به الوعي الاجتماعي والمصلحة الاجتماعية التي لا تتعارض مع نص شرعي ولا مع مبدأ قيمي, في نفس الوقت الذي تدق فيه العولمة أبواب المملكة لا يمكن للمرأة أن تنأى فيه بعيداً عن نظم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات خاصة بعد أن تحولت كافة المعاملات تجاه التعامل الإلكتروني وامتدت مساحة قطاع الأعمال النسائي وتقدر الدولة لها نشاطها في دعم وتنمية المشروعات وإزاء ذلك تتوقع المرأة من الدولة أن تضع استراتيجية مستقبلية لتفعيل دورها التنموي وذلك عن طريق سعي الأجهزة المسؤولة نحو العمل على تنمية قدراتها ومهاراتها وسلوكياتها لتمكينها من إقامة المشروعات وولوجها ميدان العمل الحر، وإقامة شبكات اتصال سيدات الأعمال، مع العمل جدياً على وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ من قبل المسؤولين، والعمل على إعدادها إعدادا علمياً وتدريبياً على كيفية إدارة المشروعات التي يحتاجها السوق المحلي مع التأكيد من عنصر الخبرة والمعرفة لدى المرأة العازمة على إقامة المشروع لوضعه في الاعتبار عند وضع دراسة الجدوى بما يحقق إمكانات إداراتها لمشروعها بنجاح, وأن تتبنى الدولة إقامة معارض يعرض فيها منتجات المشروعات النسائية وتقديم التجارب النسائية الناجحة والإعلام عنها لدى وسائل الإعلام المختلفة ومنحها شهادات الخبرة المناسبة.
وبمشاركة المرأة في التنمية بمشروعاتها الفعالة ومواكبة لجهود الرجل تصير الأسرة منظمة تنموية ناجحة.
مندل عبدالله القباع

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved