| وَرّاق الجزيرة
لا يحرص مؤلف أي كتاب على شيء كحرصه على أن يجد كتابه المكانة الجيدة والمقبولة عند القراء بعامة والمهتمين منهم بموضوع الكتاب بخاصة، ولذا تجده بعد أن يرى كتابه النور لا يلبث أن يسارع بإرساله الى الزملاء والمهتمين لعل وعسى أن يجد لديهم ملحوظة أو مناقشة علمية يستفيد منها ويعمل بمقتضاها في الطبعة التالية لكتابه هذا، وإلى الآن فكل هذا أمر حسن ومطلوب من كل كاتب أو مؤلف أن يجس نبض القراء ويعرف ما لديهم من اوجه الملحوظات والنقدات العلمية,,, لكن ومما يلفت النظر ان فئة كبيرة وكبيرة جداً ممن تصلهم الكتب من مؤلفيها وقبل ان يطالعه فهرس الكتاب أو مقدمته على الأقل يقوم بصيغة طلب شكر للمؤلف الذي أهدى العلم والثقافة بكتابه هذا الشيء الكثير والكبير!!
وهنا نقول أليس من المستحسن أن يتأخر خطاب الشكر هذا قليلا حتى يقرأ المرسل إليه الكتاب أو بعضاً من فصوله على الأقل حتى يخرج بتصور كاف عنه ومن ثم يرسل هذا الخطاب مبنياً على قراءة ولو كانت أولية.
وهنا أمر آخر لا يقل أهمية عن الملحوظة السابقة، وهو ان رسالة الشكر هذه قد تقوم بأثر سلبي على المؤلف الذي فهم منها موافقة المرسل على ما في الكتاب من آراء وأقوال ولو أنه أرسل إليه مع خطاب الشكر رأيه الصريح في الكتاب مع بعض الملحوظات والاشادة ببعض ما في الكتاب من مواقف تستحق الاشادة لكان الأثر على المؤلف كبيراً، ودعني اسألك عزيزي القارئ الكريم سؤالاً: ما الذي سيولد في نفسك أثراً أكبر مجموعة كبيرة من خطابات الشكر، أو رسالة علمية تقوم بنقدك في كتابك في أمور لم توفق فيها إلى الصواب مع القراء وكان المفترض أن تخرج إلى القراء بصورة أخرى؟ ألا ترى أن خطاب النقد البناء يقوم مقام الكثير من خطابات الشكر؟
وهنا لست أهون من دور خطابات الشكر على الكتابات التي تستحقها بل أقول يجب أن يكون الخطاب دالا على الحقيقة التي يريدها المؤلف، وان نبتعد قدر المستطاع عن المجاملة التي قد يكون اثرها غير حميد على صاحب الكتاب، وما الذي يمنع أن يقول المرسل في ختام رسالته الخاصة بالشكر والثناء وتجدون برفقه جملة من الملحوظات على كتابكم أرجو أن يكون فيها ما يهمكم والقراء أعتقد أن ذلك لن يكون ثقيلاً على مؤلف الكتاب ولا على كل محب للعلم والفائدة.
|
|
|
|
|