| عزيزتـي الجزيرة
* عزيزتي الجزيرة
وأخيراً انتهت الإجازة الصيفية بعد أن قضى الطلاب إجازاتهم مع أهاليهم في مختلف مناطق المملكة إلى الطائف ومروراً بالباحة ثم توقف المسيرة بأبها عروس الجنوب ولقد استمتعوا بما لا يدع مجالاً للشك بهذه الإجازة حيث اللعب والمرح والسرور والخروج عن الروتين اليومي أثناء الدراسة والعمل بكل حرية من خلال التنزه واللعب الحر والفردي والجماعي مما أدى بالطالب إلى اكتساب مهارات في مجموعة من الفنون واذكر منها على سبيل المثال:
1 اكتساب مهارة التعبير عن الذات.
2 اكتساب المهارة والخبرة من خلال التعاون اثناء الرحلة.
3 التعرف على مدن الوطن الحبيب.
4 التعرف على الآثار التاريخية والمباني القديمة.
5 إثارة عنصر التفكير في بعض الوقائع والمناسبات.
6 الإلمام بالعادات والتقاليد الشعبية والأعراف لكل منطقة.
7 اكتشاف مواهب التفكير الخيالي البعيد.
8 القدرة على تحليل الأحداث وإبداء الرأي فيها.
كل هذه الفوائد تخدم الطالب في المجال التعليمي في مواد الرياضيات والتعبير والتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا والقراءة والعلوم والتربية الوطنية وغيرها من المواد الاخرى.
وهذا غيض من فيض ولو دققنا النظر لوجدنا أن الرحلات السياحية لها دور فعال في تنمية مهارات الطلاب العقلية والجسمية وخصوصاً إذا كان المشرف على الرحلة لديه الدراية الكافية لترجمة هذه الرحلة إلى فوائد عظيمة وكبيرة تساعد الطالب في تكوين نفسه تكوينا معرفيا ومهاريا وبدنيا ويساعد ذلك كله الراحة النفسية للطالب حيث سيتقبل التعليمات بكل صدر رحب دون ما يعتقد بأنها أوامر صارمة تصدر من رئيس إلى مرؤوس.
ويبقى السؤال قائماً:
ماهو الشعورالنفسي للطالب عند دخوله مع باب المدرسة لليوم الأول؟
طبعاً الإجابة ستكون على شقين فالأول/ أن بعض الطلاب سيتقبلون الوضع تماماً بل ويعتبرون ذلك إكمالا لمسيرتهم السياحية فالسياحة بين الكتب شيء مرغوب فيه ارتبطت به أفكارهم وعقولهم وأجسادهم لدرجة أن البعض منهم لايمكن له أن يفارق الكتاب مهما كان نوعه أو حجمه, والثاني: ان بعضهم لن يتقبل هذا الوضع النفسي المفاجىء بالصورة التي نحن نتوقعها فليس من عاداته أن يبقى حبيساً بين أربعة من الجدران لمدة 45 دقيقة وعلى ضوء ذلك سوف يبدأ التمرد على معلميه ويرفع لهم شعار التحدي إذا ما علم بأن الضرب ممنوع والعقاب التأديبي قد أغلقت عليه الأبواب وأوصدت في وجهه,في هذا الأثناء سوف يبدأ دور المعلم الذكي في التعامل مع مثل هذه النوعيات من الطلاب بالأساليب التربوية المناسبة التي يمكن بواسطتها تهيئة الطالب تهيئة نفسية وذهنية وتربوية لجعله فرداً نشطاً كما كان ومن أفضل الأساليب التي تجعل المعلم محبوبا من التلاميذ المرح الدائم في الحصة بحيث لا إفراط ولا تفريط وربط عناصر الدرس بقصص من واقع الحياة وكذلك بقصص محسوسة يستطيع الطالب معايشتها وإحساسها وهذا لا يأتي إلا بمضاعفة الجهد مع بداية الدراسة خصوصاً الأسبوع الأول لأنه بمثابة الدور التمهيدي الذي سوف يرتقي بالطالب إلى درجات عالية من الهدوء كما يجب ألا نغفل دور أولياء الأمور في متابعة ابنائهم وتهيئتهم قبل بداية العام الدراسي حتى يصبحوا من الأوائل بإذن الله تعالى ولنضع أيدينا في أيديهم حتى نكوّن فرداً صالحاً في مجتمعه يستطيع مجابهة الصعاب وخوض غمار الحياة ولا يمكن ذلك إلا بالعمل الدؤوب المتواصل يقول الله تعالى: ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).
عبدالرحيم بن علي المالكي معلم رياضيات في المرحلة الابتدائية بالرياض
|
|
|
|
|