| محليــات
يصادف يوم غدٍ 21 أغسطس 2000م الذكرى الحادية والثلاثين للجريمة الصهيونية الأكبر من حجمها وهدفها ضد سلامة المسجد الأقصى المبارك عندما أقدمت مجموعة من اليهود من غلاة الصهيونية والتعصب الديني على إحراق المسجد الأقصى المبارك بقصد تدميره وازالة كل أثر له!
وربَّ ضارة نافعة!
فقد نبهت تلك الجريمة العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه بالمخطط الاسرائيلي/ الصهيوني/ اليهودي العالمي لازالة المسجد الاقصى المبارك من الوجود باعتباره اكبر الآثار البارزة والمقدسات الاسلامية التي تدل دلالة قاطعة على هوية مدينة القدس الشرقية حضارة وتاريخاً ومصيراً.
وكانت المملكة كالعهد بها سباقة في التصدي لمثل هذه الاعمال الاجرامية التي تمس سلامة المقدسات الاسلامية أينما وجدت على ظهر الكرة الأرضية خارج أراضيها وخصوصاً المسجد الأقصى المبارك وغيره من المقدسات الاسلامية الاخرى في الاراضي العربية المحتلة، فبادرت المملكة بتحرك قوى ومكثف قاده جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمهما الله من أجل أن يتنادى حكام العالم العربي والاسلامي الى مؤتمر قمة اسلامية لوضع استراتيجية سياسية وأمنية ودفاعية عن المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف المحتلة وتأمين سلامته ومنع تكرار مثل هذه الجريمة الصهيونية الوقحة.
فكانت قمة لاهور بباكستان التي انبثقت منها منظمة المؤتمر الاسلامي الحالية، والتي أصبحت تمثل إطاراً لوحدة كيان العالم الاسلامي، ورمزاً لقوة هذا الكيان بما يملك من عمق بشرى وإمكانات مادية وموارد ثروات لا تحصى، ويمكن بالتضامن والتعاون والعمل المشترك أن يستعيد العالم الاسلامي بناء قوته السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والدفاعية، وأن يضع حداً حاسماً لكل عدوان على أي عضو منه أو على أي مقدس من مقدساته.
وبمناسبة حلول ذكرى الجريمة الصهيونية ضد سلامة المسجد الأقصى المبارك، دعت رابطة العالم الاسلامي أمس إلى عقد مؤتمر اسلامي عالمي من أجل تحرير القدس الشرقية المحتلة التي يقع المسجد الاقصى المبارك في قلبها وذلك بعد أن تصاعدت ضده هستيريا المجرمين الصهاينة بهدف تدميره لإقامة ما يزعمون أنه هيكل سليمان في محله.
ونؤيد دعوة الرابطة لأنها اليوم هي أقل ما يمكن أن يفعله المسلمون في مشارق الارض ومغاربها للتحرك من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك وتحرير مدينة القدس الشريف المحتلة.
ومن شبه المؤكد انه ما لم يفهم الاسرائيليون وخاصة غلاة الصهاينة منهم ويقرّوا بجديّة التنادى الاسلامي لحماية المسجد الاقصى المبارك، وبقدرة العالم العربي والاسلامي على عمل ما هو أكثر من مجرد التنديد والشجب والادانة، فإن سلامة المسجد الاقصى المبارك ستظل دائماً في حالة التعرض لخطر التدمير والهدم والازالة كما أن تحرير القدس يظل مجرد دعوة عربية اسلامية في حين لا يتوقف النشاط الاسرائيلي لتهويدها الذي بلغ الأسبوع الماضي حد تجنيس الفلسطينيين المقدسيين، في إطار خطة تهويد المدينة.
إن قضية تحرير القدس وحماية المسجد الأقصى المبارك، لم تعد قضية سياسية تعالج بأساليب الدبلوماسية الباردة، وإنما هي اليوم قضية ايمان بالعقيدة الاسلامية التي تنبثق منها وتقوم عليها الرابطة العقلية والوجدانية والنفسية بين أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم بالمدينة المقدسة وبالمسجد الاقصى المبارك فيها، وهي رابطة تمتد إلى الايمان بوحدة الوجود والمصير بين الأمة الاسلاميةوهذين المقدسين اللذين تحتلهما إسرائيل الآن وتعمل على وضعهما تحت سيادتها إلى الأبد.
فعسى ان يكون مرور ذكرى جريمة إحراق المسجد الاقصى المبارك غداً نقطة تحولٍ في التحرك العربي الاسلامي العملي والجاد والحازم بما يضع حداً حاسماً لخطة إسرائيل لهدمه، وفرض سيادتها على القدس.
|
|
|
|
|