| متابعة
* موسكو من بيتر جراف رويترز
عرف عن فلاديمير بوتين انه رجل افعال لا اقوال مما جعله اكثر زعماء روسيا شعبية منذ سنوات.
ومنذ دخوله الكرملين قاد بوتين طائرة اسرع من الصوت وهزم لاعب جودو يابانيا محترفا وكما يذكر الكثيرون هذا الاسبوع ركب غواصة.
لكن فجأة ومع تفاقم ازمة وطنية في قاع بحر بارنتس حير بوتين مواطنيه واحبطهم بعدم تصرفه وكأنه اختفى من حيز الوجود.
ارتكب بوتين الذي يقضي عطلة على شاطئ البحر الاسود خطأ فادحا بعدم مخاطبته الامة لمدة خمسة ايام في حين تقبع الغواصة النووية كورسك في قاع البحر ومصير طاقهما المؤلف من 118 بحارا غير معروف.
والاسوأ من ذلك انه امر البحرية بقبول مساعدات اجنبية بعد عرضها بنحو ثلاثة ايام في حين يتناقص الاكسجين داخل الغواصة الغارقة بسرعة وأي تأخير قد يودي بحياة جميع من عليها.
ولم يتضح بعد ما اذا كان الروس سيغفرون لبوتين الذي انتخبوه قبل خمسة اشهر فقط ام ان حادث الغواصة سيكون نقطة تحول في مستقبله المهني.
ولكن الروس غاضبون حقيقة وعناوين الصحف الشعبية الحمراء الكبيرة تكشف شدة غضبهم.
كتبت صحيفة كومسومولسكايا برافدا بعد ان قال مسؤولون انه لم يعد هناك اي مظهر للحياة على متن الغواصة الليلة الماضية حل الصمت على بحارة كورسك,, فلماذا يصمت الرئيس .
وعددت الصحيفة بعض انشطة الرئيس خلال الايام الخمسة الماضية منها ارسال برقية تهنئة لممثلة بمناسبة عيد ميلادها وتعيين سفيرين لتشيلي وجاميكا في حين قضت الامة باسرها هذه الايام الخمسة لاتفكر في شيء سوى ما اذا كان سيتم انقاذ طاقم الغواصة.
والضرر الذي لحق بصورة الرئيس في اذهان شعبه حقيقي على حد قول يفجيني فولك المحلل المقيم في موسكو والذي يعمل في مركز دراسات هريتدج.
يقول فولك رصيد الثقة الذي حصل عليه بوتين في مارس يتبخر, اعتقد ان ذلك سيكون له اثر سلبي للغاية على شعبيته .
ولكن شعبية بوتين تمكنت من التغلب على اسوأ التوقعات في الماضي ففي كل انتكاسة في حرب مع الشيشان كتب منتقدون في الغرب يقولون ان الرأي العام سرعان ماسينقلب عليه، وكانوا مخطئين في كل مرة.
قالت اوكسانا انتونينكو الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان الذين يتوقعون تحولا حادا في الرأي العام ضد الرئيس ربما يبخسونه ايضا حقه في التقدير.
وأضافت من الواضح ان هذا موقف اصعب لان الناس بدأوا يطرحون اسئلة لم تكن مطروحة من قبل، لكنهم مازالوا يدركون انه ليس هناك بديل لبوتين.
وتابعت ان الرئيس مازالت امامه فرصة لاستغلال الكارثة لمصلحته بالمضي قدما في الاصلاح العسكري واحداث تغيير مطلوب بشدة في قيادة الجيش.
وقال بافل فلجينجوير وهو محلل دفاعي مستقل انه اذا انتهت جهود الاغاثة بكارثة على متن كورسك فسيلقى كثير من اللوم على اكثر من طرف وستعمل آلية الدعاية في الكرملين جاهدة على الا يلقى سوى اقل القليل من هذا اللوم على رئيس الاركان.
وأضاف: يسيطر الكرملين على الصحف الروسية او على الكثير منها وستحاول التهوين من الامر او القاء اللوم على اميرال غير معروف لايعبأ به احد وتحاول تبرئة بوتين.
وتابع: بالتأكيد ليس هناك شخصية عامة في الغرب يمكنها الجلوس على الشاطئ في حين هناك اكثر من مئة شخص يموتون داخل غواصة,, هذا من شأنه ان يقضي تماما على سياسي في الغرب لكن في روسيا الامر يختلف.
|
|
|
|
|