| مقـالات
اعترف بأننا في حياتنا اليومية وعلاقاتنا الروتينية نكتشف هشاشة الكثير من القواعد التي درجنا عليها أو الانظمة التي وضعناها وكرسنا لها خبراء ومتخصصين في القانون وربما الشريعة حتى تأتي منسجمة مع مثيلاتها محققة للاهداف الاجتماعية المتوخاة منها على اعتبار ان حكم القانون يفرض ويساوي بين الناس حتى يكون المرجع لكل خلاف وهو وضع لا غبار عليه لأنه في النهاية لابد من ان نحتكم تحت مظلة ما اتفقنا على جعله أساساً للمساواة بين كافة الناس والطبقات وان خانه العدل أقول نكتشف بل نعلنها حربا على نظام لا يتوخى الحالات الاستثنائية والطارئة من خلال الاحتكاك اليومي بالتجربة المعاشة إذ قد يكون الخطأ في صلب ذلك النظام او فات على المشرع الانتباه إليه مع ان الانظمة في الغالب منسوخة من انظمة اخرى سابقة ادخل عليها بعض التعديل من دولة إلى أخرى ونعترف بكل تواضع بأن معظم أنظمتنا ما عدا الشرعية هي مستوردة بالكامل ترجمها بعض الخبراء المستوردين ولهذا اضطررنا إلى ادخال التعديلات المتلاحقة عليها لتصحيحها وتفسيرها, إذن فخصوصيتنا تفرض علينا الكثير من هجر وتجاهل بعض تلك التعليمات اما انسانيا أو لكونها تمسخ عاداتنا المتوارثة مثل توقير الكبير وتقديم الضعيف والمعاق وكرم الضيافة وعدم تعريض النساء للمهانة والاذلال والمسارعة إلى مساعدة المحتاج وترسيخ القيم,,, الخ.
والحاكم يجد نفسه في الكثير من المواقف على خلاف مما اتفقوا عليه نظاميا لأن المواطن لا يحتمل حتى ما تسبب في خطئه أو تجاوزه,, سألني أحد القراء مرة هل تؤمن بالنظام وتطبيقه قلت بحذر احاول الا اتجاوزه وطرح علي مشكلة وهي باختصار ان دخله الشهري انهار منه اكثر من نصفه بعد تقاعده فكيف يعوض هذا الفارق وهو لا يجيد اية مهنة محددة ولا يملك عقاراً أو دخلا آخر وحتى الابناء لا يستطيعون بسبب ظروفهم تعويض الكثير مما خسره؟ سؤال واقعي وأمر واجهه مئات الاشخاص فكيف نتجاوزه في حياتنا اليومية, أضاف السائل انه اضطر إلى مضايقة المسؤولين والآخرين لحل مشكلته ماديا, هناك آخر اتصل بي مستفسراً لماذا تصر شركة دله عند منح رخص السياقة ان يكون الاختبار على العربات التي تعمل محركاتها بالطريقة التقليدية القديمة بينما السوق يكاد يفتقد مثل هذه المحركات أليس ذلك مدعاة للاتجاه نحو الواسطة؟ قلت نعم,, نعم لا أفهم لأنني معفى من القيادة بحكم السن! هذه الامثلة العابرة، تعطينا الدليل بأن الاستثناء سوف يفرض نفسه كما ان دخول الابناء الى كليات يرغبون فبها تقف المعدلات حاجزاً دونها (وهذه مشكلتنا هذه الايام) انما يتم عن طريق الاستثناء ايضا (المسمى الجميل للواسطة) فمن نحاكم يا ترى النظام أو المشرعين الذين ذهبوا في خبر كان منذ عشرات السنين؟
انني بهذه الامثلة انما اتوجه الى الذين مازالوا يرددون عبارة (حسب النظام) ان المرونة احب إلى الناس من هذه العبارة طالما انها لا تنطوي على خيانة الضمير إذ اننا نحارب كل ما يفسر لمصالح شخصية ولكننا مع تسهيل امور الناس في هذا الوقت الصعب بالذات,, والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه المسلم .
|
|
|
|
|