أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th August,2000العدد:10187الطبعةالاولـيالسبت 19 ,جمادى الاولى 1421

العالم اليوم

أضواء
تعدد جهات الضغط لفرض الاستسلام على الفلسطينيين
جاسر عبدالعزيز الجاسر
كثر الحديث عن عقد قمة أخرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين مكملة لقمة كمب ديفيد ، كما كثرت الاقتراحات التي يقول مطلقوها أنها تهدف إلى حل الخلاف القوي بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول قضية السيادة على القدس الشرقية، ورغم أن حل هذه القضية الحيوية بالنسبة للمسلمين والعرب والمسيحيين تضمنته قرارات مجلس الأمن الدولي ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام، كون القدس مدينة محتلة مثلها مثل باقي الأراضي العربية المحتلة التي تنص جميع قرارات مجلس الأمن الدولي التي عالجت قضايا الشرق الأوسط بوجوب انسحاب القوات المحتلة منها، كما أكدت قرارات مؤتمر مدريد للسلام بمبادلة الأرض بالسلام.
رغم هذا الوضوح وقرارات الشرعية الدولية إلا أن الاقتراحات تتناثر لفرض الاستسلام على الفلسطينيين والعرب والمسلمين من واشنطن إلى جاكارتا إلى عواصم أخرى والمؤسف أن جميع هذه الاقتراحات لم تخرج عما طرح في كمب ديفيد على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان واضحاً وصادقاً حينما أفهم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بأن مصير القدس الشرقية لا يقرره أي زعيم فلسطيني مهما كان ثقله السياسي ووزنه النضالي، فالقدس مسألة إسلامية عربية مسيحية والبت النهائي في مصيرها لا يتحمله وحده.
تأكيد عرفات هذا قد يكون السبب الذي جعل الجهود الإسرائيلية والأمريكية تتجه إلى أندونيسيا لتقنع رئيسها بتقديم اقتراحه الغريب بمنح الإسرائيليين السيادة الإدارية على القدس، وتقسيم السيادة السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأربع دول مجاورة والأمم المتحدة,,!!
اقتراح أصاب المسلمين والعرب والفلسطينيين على وجه الخصوص بالحيرة وربما الغضب في أن يخرج اقتراح مثل هذا من رئيس دولة إسلامية أقل ما يمكن أن يقال عنه إشراك المحتلين في أرض احتلوها بعد عدوان شمل فيما شمل مقدسات إسلامية لا يمكن أن تغيب عن وجدان أي مسلم، ولا ندري كيف غاب على الرئيس الأندونيسي أن القدس هي مسرى الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وهل يقبل أي مسلم أن يبقى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تحت السيادة الإدارية لليهود، وأن تكون لهم حق المشاركة في السيادة السياسية.
مسألة محيرة أن يصدر اقتراح غريب من رجل مسلم يوصف بأنه شيخ وزعيم إسلامي قبل أن يكون رئيساً لدولة إسلامية كبرى، ولعل الأيام تكشف سر هذا الاقتراح ومن الذي أقنع الرئيس واحد لتقديمه.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved