أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th August,2000العدد:10187الطبعةالاولـيالسبت 19 ,جمادى الاولى 1421

الريـاضيـة

هل كان الحكم على حق,,؟!
عبدالله الضويحي
أولاً,, وقبل كل شيء,, وبعد بسم الله,, لابد ان نهنىء فريق أبها على المستوى الرائع,, والمتميز الذي ظهر به في بطولة الصداقة الدولية,, بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية,, وما صاحبها من ظروف,.
نهنئه,, تهنئة صادقة حقيقية,, على اعتبار ان المستوى اكثر اهمية من النتيجة,, إذ ان المستوى في النهاية يؤدي إلى نتائج اكثر وأفضل على المدى البعيد,, في حين ان النتيجة الوقتية,, قد ينتهي اثرها,, بانتهاء المؤثر.
أعرف أن البعض,, ستكون ردة فعله,, مصحوبة بعلامة استفهام:
** وماذا تفيد التهنئة,؟!
وأين نصرفها,؟!
وقد طارت البطولة!!
وهذا غير منطقي,, فباب الأمل مازال مفتوحا أمام هذا الفريق الصاعد,, والمستقبل قد مد أشرعته للابحار به في عالمه,, فلا تقتلوا هذا الامل في نفسه ولا تعطوا الناس فرصة الدخول إلى عالمه,, ودعونا نناقش الأمر بروية وهدوء,, والحديث عن هذا الفريق له مقال قادم بإذن الله,, كما وعدت (في منتصف الأسبوع) الماضي.
وثانياً : نهنئ الهلال ليس على البطولة,, ولكن على هذا الاداء الذي انطبعت به لقاءاته,, وروح التحدي والاصرار,.
والهلال يستحق الثناء والبطولة منذ ان تجاوز عقبة الاهلي في الدور نصف النهائي,, في مباراة تابعها الجميع وشاهد من خلالها وضع الهلال,, والظروف التي كانت تحيط به,, وأحاطت به اثناء المباراة,.
ولا أعتقد ان الهلال بحاجة لشهادتي,, أو شهادة غيري على نجاحه,, وعطاءاته المتميزة,, فبطولة الصداقة ليست الامتحان الاول الذي يصادفه الهلال,, وربما كانت من أقل الامتحانات صعوبة,, وقد لا تضيف شيئا كبيرا في تاريخه,, أو رصيده من البطولات,, أكثر من الكم الرقمي الذي هو نتاج طبيعي وهو قليل نسبة إلى عدد بطولاته,, وهي تؤكد ولا تضيف قدرة هذا الفريق على التحدي والبروز عند مواجهة الظروف,, وهي ميزة يكاد ينفرد بها الهلال دون غيره.
لنترك هذا جانبا الآن,, ونتحدث عما هو اكثر اهمية,, وأعني ركلة الترجيح غير المحسوبة لصالح فريق عسير,, حيث سنتناول هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور:
مدى صحة الركلة,, وموقف التحكيم منها.
تأثيرها على نتيجة المباراة.
وماذا بعد النتيجة؟!
أولاً : صحة الركلة,, والتحكيم:
لا أعتقد ان اجماعا على صحة هدف مشكوك فيه,, أو ضربة جزاء,, أو ركلة ترجيح,, تم كما حدث في ركلة الترجيح الشهيرة هذه,, بناء على الاعادة البطيئة للقطة من قبل النقل التلفزيوني الذي يشير إلى عبور الكرة لخط المرمى بعد ارتطامها بسقف العارضة,.
لكن السؤال المطروح:
هل عبرت بالفعل,؟! وما هو موقف التحكيم؟ ولماذا لم يحتسبها,؟!
لا أريد هنا ان اعترض على ذلك الاجماع وأنفي صراحة وبصورة مباشرة عبورها خط المرمى حتى لا أقع في اشكالية معينة,, وأخرج عن ذلك الاجماع,, أو ان أقع تحت طائلة الاتهام بالخروج منه,, لكنني هنا,, سأحلل الموقف من رؤية شخصية.
1 ان الحكم عمر المهنا (حكم الساحة) غير مسؤول في نظري عن تحديد عبور الكرة لخط المرمى من عدمه,, ومن ثم احتسابها من عدمه,, لعدة اسباب:
فالحكم كان يقف في مكان لا يسمح له بهذا التحديد (مائل), عند خط الست ياردات وهو الموقف الصحيح له في ضربة الجزاء.
ثم انه في هذه اللحظة مطلوب منه مراقبة حارس المرمى,, ومدى التزامه بتطبيق القانون في الوقوف والتحرك الصحيحين قبل تنفيذ الركلة (أو ضربة الجزاء اثناء المباراة).
وأيضا مراقبة اللاعب الذي سينفذ الركلة أو (ضربة الجزاء) والتزامه هو الآخر,.
وهذه أمور تكفي لاشغال الحكم عن أمور أخرى كهذه,, يضاف لذلك ان تحرك حارس المرمى مع الكرة (الدعيع هنا),, قد حجب عنه الرؤية كاملة.
وعليه فإن المسؤولية تقع على رجل الخط الذي يجب عليه في حالة كهذه الوقوف على خط المرمى والتركيز بالنظر على الكرة وعبورها (فقط) من خلال وضعه لقائمي المرمى امام نظره بحيث يبدوان كقائم واحد,, وهو الوقوف الصحيح الذي يسمح له بتحديد عبور الكرة من عدمه.
وإذا كان عمر المهنا,, اعترف بأن المسؤولية مشتركة بينه وبين زميله رجل الخط فأعتقد ان هذه شجاعة منه وموقف ايجابي يحسب له.
فالمهنا بلغ من الخبرة ما يجعله يتقبل النقد,, والموقف المترتب على هذه الحالة,, وكأنما اراد ان يخفف العبء على زميل مازال في بدايته قياسا بخبرة المهنا,, ويريد (أي المهنا) بهذا ان يبعده عن تحمل كافة المسؤولية وتبعية القرار,, وهو موقف رجولي وايجابي يحسب لعمر المهنا,, هذه ناحية,.
والأخرى,, التي أرى أن رجل الخط استند عليها في عدم احتساب الركلة هي:
قاعدة في قانون كرة القدم تؤكد على ان الكرة عند ارتطامها بسقف العارضة ثم الارض ثم خروجها الى الملعب يعني انها ليست هدفا,, ولم تعبر الخط,, ولا تحتسب بطبيعة الحال.
هذه القاعدة,, مبنية في نظري على قاعدة مشهورة ومعروفة في الفيزياء تتعلق بزاوية السقوط والانعكاس ويمكن تطبيقها عمليا,, أو مشاهدتها على الطبيعة بصورة دائمة,.
هذه القاعدة تشير إلى ان اي جسم يسقط على سطح معين (الكرة على الارض) وينعكس (أو يرتد),, فإنه لا يتعدى احدى حالتين:
إذا سقط بصورة عمودية,, يرتد بنفس الصورة,, ولهذا نلاحظ ان الكرة التي تصطدم بسقف العارضة وتسقط بصورة عمودية على خط المرمى,, تنعكس في البداية بصورة عمودية موازية للقائمين,, ثم نتيجة لضعف سرعتها لابد ان تسقط مرة اخرى في احد الاتجاهين إما داخل المرمى او خارجه.
والحالة الثانية عندما يسقط الجسم بصورة مائلة فإنه ينعكس بصورة مائلة ولكن ليس في نفس الاتجاه وانما في الاتجاه المعاكس (مثل الاشعة).
والكرة (كأي جسم) عندما تنطلق من الملعب وتصطدم بسقف العارضة,, فإنها لا تتعدى احدى ثلاث حالات:
إما ان تسقط مائلة قبل خط المرمى,, ثم تنعكس داخل الملعب,.
أو أن تسقط عمودية على خط المرمى فتنعكس إلى الاعلى (رأسية) في البداية ثم تسقط داخل المرمى أو خارجه,.
أو ان تسقط مائلة داخل المرمى,, ثم تنعكس في (الاتجاه المعاكس) لمسارها الاساسي اي تدخل إلى المرمى.
ويبدو ان رجل الخط وضع هذه القاعدة في ذهنه,, وطبقها ونفذ القانون بناء عليها والذي ينص على ان الكرة عندما تخرج للملعب بعد اصطدامها بالعارضة لا تحتسب هدفا,.
وبالمناسبة,, فقد حدثت حالة مشابهة تماما في مباراة نيجيريا (أعتقد أمام جنوب افريقيا) في كأس الامم الافريقية الاخيرة,, لصالح نيجيريا,, ولم تحتسب هدفا,, (ركلة ترجيح).
يبقى تساؤل: إذا كان هذا الرأي علميا بالفعل ومنطقياً,, فكيف نتعامل مع ركلة الترجيح لفريق عسير,, وأنا أقول أنها لا تتعدى احد احتمالين:
إما انها بالفعل لم تعبر خط المرمى,, والصورة عادة لا يعتمد عليها كحكم فاصل.
أو ان يكون هناك (حفرة) داخل المرمى سقطت بها الكرة,, وارتدت لانها في الحالة هذه تكون سقطت على جسم مائل (سطح الحفرة) وليس مستوياً (الارض),, فلابد ان تنعكس في نفس الاتجاه,, وبالتالي خرجت من المرمى.
ثانياً: تأثيرها على نتيجة المباراة:
للأسف ان كل الذين تحدثوا عقب المباراة ومازالوا,, يؤكدون على ان الحكم حرم فريق عسير من البطولة بسبب عدم احتسابه لهذه الركلة.
فهل هذا صحيح,؟!
الصحيح إذا سلمنا بصحة الركلة,, فإن الحكم قد يكون حرم الفريق من خطوة نحو البطولة,, او استمرارية المنافسة بعض الوقت لكنه لم يحرمه من البطولة,.
فالركلة لم تكن هي الفاصلة,, او الحاسمة,, فقد كان للهلال ركلة ترجيح بعدها بمعنى لو تم احتسابها,, فلن تنتهي المباراة,, بل سينفذ الهلال ركلة فإذا ضاعت انتهت المباراة,, وإذا تم تسجيلها فسيتم تمديدها (ركلة لكل فريق),.
ما أريد الوصول إليه هنا,, هو عدم اتهام التحكيم بحرمان فريق عسير من البطولة,, ونزعها منه كما يردد البعض حتى لا نثير بلبلة لا يستفيد منها الوسط الرياضي,, ولا المجتمع بصورة عامة,, وان نضع الامور في حجمها الطبيعي.
ثالثاً: ما بعد النتيجة؟!
لقد انتهت المباراة,, واعتمدت النتيجة وأي حديث بعدها,, لن يغير من الوضع شيئا,, وارجو ألا يفهم من كلامي هذا,, التسليم بالوضع,.
نعم,, لا بأس من المناقشة,, ولكن بمنطقية وحوار موضوعي,ويجب ان يناقش التحكيم,, وإذا ثبت انه أخطأ,, فيجب ان يحاسب بحجم الخطأ الذي ارتكبه,.
أما اثارة الموضوع بهذه الصورة,, ومحاولة افتعال,, أو اجترار بعض المواقف والاتهامات فهو لا يخدم الوضع,, بل ربما يؤثر بصورة سلبية على العلاقات الاجتماعية,, والرياضية بين الاندية,, وغيرها,,، وهو رأي أطرحه,, وأؤكد عليه في كل الحالات المتشابهة.
وإذا كان الهلال استفاد من الخطأ إذا سلمنا بوجوده فهذا ليس ذنبه,.
فالهلال ليس الفريق الوحيد الذي يستفيد من أخطاء الحكام,, بل ان الهلاليين يرون انهم مظلومون أكثر من غيرهم فهم يسترجعون ذكرياتهم مع بدري قايا, وجزمي باشار,, وحتى في مباريات دولية مثل جمال الشريف (الأهلي المصري) و(أبو جسيم) في البطولة الافروآسيوية,, وفي الخليج,, وغيرها,, وحتى هنا في بطولات مشهورة ونهائيات معروفة.
والهلال ليس وحده,.
فالأهلي يتظلم والاتحاد يذكر بطولته في نهائي كأس الاتحاد أمام النصر وهدف اليد,.
والنصر يتظلم والشباب,, وغيرهم من الأندية.
والأخطاء التحكيمية واردة في عالم كرة القدم,, فنيجيريا مرت بحالة مشابهة تماما في كأس الأمم الافريقية وخرجت بسببها.
وانجلترا خرجت من كأس العالم 86 بيد مارادونا.
والمانيا (أخرجت) أمام انجلترا في نهائي كأس العالم 1966م تلك البطولة التي يتحدث عنها تاريخ كأس العالم على ان التحكيم كان مُسخراً لانجلترا,, لكي تفوز,,!
وغيرها,, الكثير,المهم ان نتعامل مع الأمور بواقعية,.
وان نناقشها بالمنطق,,وألا نترك للعواطف الفرصة بالتسلل إلى اعماقنا والتأثير على مناقشاتنا وارائنا حتى لاتنعكس هذه المداولات بأثر سلبي على وضعنا الرياضي,, والاجتماعي,, الذي يجب ان نحرص على تماسكه,, ومصلحته,, لانه هو الاهم,, وهو الابقى اما النتائج والبطولات فهي وقتية,,!والله من وراء القصد.
raseel@La.com.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved