| محليــات
في معرض حديثها عن توقيت إعلان الدولة الفلسطينية وعن نتائج الجولة العربية والدولية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أظهرت تصريحات عديدة ومن ضمنها تصريحات صادرة من كبار المسؤولين الفلسطينيين تذكر أن الرئيس الفلسطيني تلقى نصائح بتأجيل إعلان الدولة الفلسطينية، ويذهب بعض من تلك الأقوال إلى أبعد من ذلك حينما يذكر أنه تعرض في محادثاته مع قادة الدول التي زارها إلى ضغوط لتخفيف موقفه الرافض للمقترحات الأمريكية/ الإسرائيلية بشأن الحل النهائي للملف الفلسطيني.
التصريحات والأقوال التي تحدثت عن النصائح والضغوط عرضت بلغة مطلقة وغلبت عليها العمومية ومع أن وكالات الأنباء قد ذكرت بأن عواصم صنع القرار الدولي وبالتحديد باريس وموسكو وبكين وطوكيو قد نصحت عرفات بالتزام الحذر بالنسبة لتوقيت إعلان الدولة الفلسطينية دون الاتفاق مع الإسرائيليين إلا أن بعض التصريحات المنسوبة لبعض المسؤولين الفلسطينيين تحدثت عن ضغوط عربية تمارس على عرفات ليبدي مرونة تجاه ما يعرضه عليه الإسرائيليون والأمريكيون.
هذه التصريحات والأقوال التي تنسب الى المسؤولين الفلسطينيين وبعضهم وزراء في السلطة الفلسطينية تأخذ صفة الشمولية، وهذا ما يثير البلبلة والتشويش على المواقف العربية الرافضة لأي تنازل عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، والمواقف المعلنة للدول العربية الهامة معروفة والتي تؤكد دائماً على وجوب عودة القدس الشرقية للسيادة الفلسطينية إدارياً وسياسياً واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلة عام 1967.
هذه التأكيدات التي تقرن دائماً بالتأكيد على تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وممارسة حقه الشرعي في تقرير مصيره من خلال استقلالية القرار الفلسطيني لا يمكن أن تتوافق معها مواقف تتعارض مع ما تذكره بعض التصريحات من نصائح وضغوط تطلب من عرفات قبول ما ترفضه المواقف العربية, وهذا ما يدعو إلى مطالبة أصحاب التصريحات الذين يتحدثون عن تلك النصائح والضغوط بتحديد الأشخاص والدول التي قدمت نصائح مشبوهة وضغوطا لخدمة الإسرائيليين والأمريكيين أياً كان أصحاب تلك النصائح والضغوط، حتى تعرف الجماهير الفلسطينية والعربية من الذين يقفون مساندين للموقف الفلسطيني الصامد، ومن الذين يحاولون تفتيت صموده,, أما أن تطلق التصريحات على عمومياتها وبصيغة شمولية يخلط فيها الموقف المبدئي بالموقف المتخاذل، فهذا نوع من خلط الأوراق وخداع للجماهير الفلسطينية والعربية، والحالة التي تمر بها القضية الفلسطينية لا تحتمل المجاملة وتغييب الحقائق التي تشجع المتخاذلين على الرضوخ أكثر للتوجيهات القادمة من خارج الوطن العربي.
|
|
|
|
|