أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th August,2000العدد:10187الطبعةالاولـيالسبت 19 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

سلطان الخير والعطاء ورعايته لشباب الوطن الأوفياء
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل
لقد هيأ الله لهذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية أولياء أمور أوفياء جندوا أنفسهم وأولادهم، وأموالهم، وسخروا كل أوقاتهم وجهودهم وإمكاناتهم المادية والمعنوية من أجل إعلاء كلمة التوحيد، والحفاظ على مبادىء الإسلام والعمل بها عقيدة وشريعة وأخلاقاً، وتطبيقها على الصغير والكبير، الغني والفقير، الذكر والأنثى، والانطلاق منها في العلاقات والتعاملات، والتصورات والأحكام، والنظرات والاعتقاد الجازم والقناعة التامة ان التمسك بها والعمل بمقتضياتها والثبات عليها هو العزة الحقيقية،وسبب التمكين والنصر والرفعة والقوة، تحقيقاً لقول الله تعالى :الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور , وقوله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي .
وليس هذا فحسب بل إنهم حملوا على عواتقهم الدعوة إلى الله وفق العقيدة الصحيحة والمنهج السليم فوق كل أرض، وتحت كل سماء، وعلى مختلف المستويات والأصعدة، والأحوال والظروف، دون كلل أو ملل أو منة، مع ما يصاحب ذلك من الوقفات الصلبة والقوية والمخلصة الصادقة مع قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ودعمها بدون حدود.
وإن الغاية الكبرى، والهم الاول لهؤلاء الرجال الأفذاذ، والقادة المتمرسين، والولاة المصلحين تتمثل في توفير كل ما من شأنه خدمة أبناء هذا الوطن والحرص على ما يحقق لهم الرفاهية والاستقرار ورغد العيش، ويوفر لهم الأمن والأمان والطمأنينة، ويجعلهم أعضاء عاملين نافعين، ولبنات صالحة من لبنات مجتمعنا الطيب، خاصة منهم الشباب الذين هم رجال المستقبل وحماة العقيدة ورصيد الأمة، وعنوان مستقبلها ودرعها الواقي بعد الله، فمن أجلهم وضعت الخطط، وهيئت البرامج، وأقيمت المؤسسات التعليمية والعملية وغيرها، وفق أحدث الوسائل، وأرقى الأساليب، مع تواصل منقطع النظير، واستمرار لا يعرف السأم أو الوقوف عند حد معين، في تفعيل دور جميع القطاعات العامة والخاصة ومتابعتها ودعمها بدون حدود لتؤدي رسالتها المنوطة بها تجاه هؤلاء الشباب باحتضانهم وتعليمهم وترتيبهم وتوجيههم الوجهة السليمة، وإعدادهم الإعداد المطلوب ليكونوا مصدر عز الأمة وفخرها، وليواكبوا الأمم الأخرى في جميع الميادين وشتى المجالات بل ويتفوقوا عليهم مع التمسك بالثوابت والأصول والأسس التي قامت عليها بلادهم الأمر الذي معه أصبح الحلم حقيقة والخيال واقعاً، فصار أبناء هذا الوطن يشار إليهم بالبنان ويقصدون للاستفادة منهم في كل مكان، وينظر إليهم نظرة تقدير واعتزاز واحترام، ويحسب لهم الحساب.
والفضل في ذلك والمنة لله سبحانه ثم لولاة أمورنا الذين يسهرون لينام الناس، ويتعبون من أجل راحة رعيتهم، مع عدم غفلة عنهم حتى في أوقات فراغهم وأيام عطلتهم وإجازاتهم مما دفعهم حفظهم الله إلى إصدار التوجيهات إلى الجهات التعليمية ومراكز التربية ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وغيرها لتوجيه نشاطها وبرامجها من اجل استقطاب الشباب لاستغلال وقت فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة في أمور دينهم ودنياهم وإبعادهم عن كل ما يكدر صفو حياتهم، ويؤثر على سلوكياتهم ويوقعهم في الشبهات والشهوات من الأعمال والأفكار والاتجاهات المنحرفة والتي تضر بهم خاصة وبمجتمعهم عامة, وها هو رجل الخير والعطاء، وسلطان البذل والوفاء، صاحب العقل الكبير، والعاطفة الجياشة، والأبوة الحانية، والرعاية الصادقة، والبصيرة النافذة، والحكمة المعهودة، والمواقف المشهودة، يفعل ذلك ويجعله واقعاً حياً وملموساً وذلك بدعمه السخي لخطط وبرامج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الصيفية والتي تتمثل بالمراكز الصيفية واللقاءات الشبابية، والمشاركات الفعالة في فعاليات التنشيط السياحي في بعض مناطق المملكة والتي من خلالها ألقيت المحاضرات من قبل أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والمشايح، وعقدت الندوات العلمية والأمسيات الأدبية والشعرية وأقيمت الدورات الشرعية والعلمية والعملية، مركزة على حفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعناية بالمتون المهمة والمفيدة لطالب العلم والعقيدة، وعلم الفلك والفرائض، وبرمجة الحاسوب، وتعلم اللغة الإنجليزية، مع الاهتمام بالدورات العلمية المهنية وخصوصاً منها ما يتعلق بالكهرباء والنجارة والسباكة والسباحة وركوب الخيل، والكاراتية والتايكوند، والمسابقات الثقافية والرياضية والترفيهية المنضبطة.
والجامعة من خلال هذا العمل الجليل قد جمعت بين العلم والعمل وانطلقت من الثوابت وواكبت المتغيرات المتمثلة بالاستفادة من الأساليب والوسائل الحديثة وفق قواعد سليمة وأسس واضحة، وبطريقة متوازنة موضوعية، مستقطبة آلاف الطلاب من مختلف مراحل التعليم الجامعي والثانوي، والمتوسط ، والابتدائي، واضعة الخطط والمناهج والمناشط التي تتناسب وأعمارم،وقدراتهم وعقولهم وأجسامهم معتمدة في تنفيذ كل ذلك على رجال أكفاء وكفاءات متميزة وخبرات مدربة والذين يمثلون نخبة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ومدرسي المعاهد العلمية وبعض الإداريين والعاملين من منسوبي الجامعة ممن عرفوا بسلامة التوجه وحسن الولاء لعقيدة التوحيد، ولبلاد التوحيد، ولولاة أمرها الذين حملوا رايتها، ولعلمائها الأفاضل، ومن هنا كان التركيز من خلالها على ربط هؤلاء الناشئة الطيبة بولاة أمرهم وعلمائهم وتنمية روح الولاء لديهم لدينهم ووطنهم، وبيان ما يجب عليهم لحاكمهم من حقوق وواجبات وإظهار الشكر والدعاء لهم، والدفاع عنهم، والتعاون معهم على كل ما فيه خير البلاد والعباد، مع إبراز الأعمال الجليلة والخدمات العظيمة التي يقدمونها للإسلام والمسلمين، وكشف كل ما من شأنه التلبيس عليهم في الفكر والمنهج والاتجاه بوسطية واعتدال، وبدون إفراط أو تفريط أو غلو أوجفاء، ووفق أسلوب حكيم وتربية سليمة، وتوجيه هادئ وإرشاد يترسم وبكل اجتهاد مسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته ومن سار على نهجهم، والذي لا يثمر إلا خيراً، ولا ينتج إلى حقا في الطاعات والأقوال والأفعال والسلوكيات والآداب والأخلاق، مع الاهتمام بالمهارات والقدرات والهوايات، والجوانب الترفيهية، وعدم إغفال جانب المسابقات سواء كانت ثقافية أو رياضية، شحناً للأذهان وتوسيعاً للمدارك وتقوية للأجسام تحقيقاً للقول الذي يقول العقل السليم في الجسم السليم إضافة إلى إعطاء الجوانب الاجتماعية والتي تمس كل فرد من أفراد المجتمع ما تحققه من الإيضاح وتذكيتها في نفوس منسوبي هذه المحاضن ليكون مجتمعنا نظيفاً حسياً ومعنوياً، وافراده واعين ومدركين للمسؤولية الملقاة على عواتقهم تجاه مجتمعهم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الجامعة وعبر هذه المراكز واللقاءات نظمت لروادها العديد من الزيارات لمعالم النهضة الحضارية التي تزخر بها بلادنا الغالية وكذلك الرحلات التي من خلالها يؤدون العمرة ويقومون بالزيارة للمسجد النبوي والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعرف على ما قامت به هذه الدولة العتية وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله من خدمة وعناية وبذل للغالي والنفيس وتذليل لكل الصعاب وتهيئة للمقدرات الهائلة من أجل توسعة الحرمين الشريفين وتوفير أرقى الخدمات وأجلها عمرانية كانت أوصحية أو اجتماعية او سكنية بطريقة فريدة وبذل سخي مفتوح خدمة لدين الله ولحجاج بيته وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الاطلاع على المناطق السياحية المتوفرة في العديد من مناطقنا والتمتع بها واستشعار ما تنعم به من نقاوة في المعتقد والمنهج والطقس الممتزجة والمدبجة بما هيأه الله لنا من الأمن والأمان والطمأنينه والاستقرار ورغد العيش والذي يرفل به الجميع دون استثناء أو تميز بين مواطن أو مقيم، وبصورة لا مثيل لها في العالم أجمع، يشهد بذلك القاصي قبل الداني، والعدو قبل الصديق مع الحرص على عقد اللقاءات بين هؤلاء الطلاب وبين أصحاب الفضيلة والسماحة العلماء ليستفيدوا منهم، ويتعرفوا على أحوالهم وطرائقهم في التعامل مع الناس، ويأخذوا بتوجيهاتهم ونصائحهم في صغير الأمور وكبيرها ليسيروا في حياتهم الدينية والدنيوية وفق مبادئ سليمة، وعلى بصيرة وهدى، دون شطط أو حيف، وبعيداً عن الشك والريبة، والوقوع في الخطأ والزلل.
وأود أن أشير هنا إلى أن أحد الأخوة الفضلاء قد قام بعملية حسابية يظهر من خلالها مقدار الوقت الذي استطاعت الجامعة أن تهيئه لهؤلاء الشباب ليستفيدوا من خلاله علماً نافعاً موجهاً وعملاً دؤوباً مخلصاً مفيداً فوجده يزيد على خمسمائة ألف ساعة كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتبني رجالاً مدربين أوفياء صالحين محبين.
وبناء على ذلك وانطلاقاً منه ووفاء لصاحب الفضل بعد الله أقول هنيئاً لك يا سلطان الخير والعطاء على ما بذلته بسخاء ورضى واهتماماً ودعماً لأبناء هذا الوطن الأوفياء وهو قليل من كثير وغيض من فيض، وجزء بسيط يسير من عطاياك ومواهبتك الإنسانية جمعاء، والتي لو ذهبنا لتعدادها لاحتجنا إلى المقالات ثم المقالات بل إلى الكتب والمؤلفات، وكلها إن شاء الله أجور جارية، وحسنات متضاعفة في ميزان حسناتكم، وزيادة في رفعتكم وسبب في عزتكم ونصرتكم وتمكينكم وعلو شأنكم، نسأل الله ان يزيدكم من فضله.


لو كنت أعلم غير الشكر منزلة
أوفى من الشكر عند الله في الثمن
أخلصتها لك من قلبي مطهرة
شكراً على ما أوليت من حسن

كما نسأله أن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها وباني نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسموولي عهده الأمين وسموكم الكريم، وأن يوفقهم وإياكم لما يحبه ويرضاه، ويمتعهم وإياكم بالصحة والعافية، ويديم عليهم وعليكم نعمه الظاهرة والباطنة،ويطيل في أعمارهم وإياكم على الطاعة والإيمان ويكلأكم بعنايته ورعايته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وسلم.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved