أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th August,2000العدد:10187الطبعةالاولـيالسبت 19 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

وسميات
أبو ناصر والعقرب
راشد الحمدان
هذا الصيف على غير العادة,, إضافة الى حرارته الشديدة,, وارتفاع فواتير الكهرباء,, وسوء الدور الذي تقوم به عدادات مصلحة المياه,, وكيف أنها تعمل بقدرة قادر من أجل مصلحة المصلحة,, الى جانب هذا وغيره كثرت العقارب,, وقد غلب على نوعها اللون الأصفر,, ويقول الخبراء,, بالقرصات وخطورتها: إن العقرب الصفراء أشد ايلاماً وخطورة من العقرب السوداء، وفي إحدى المناسبات في إحدى القرى,, كنت استند الى مركاة من الاسفنج عندما صرخ أحد الحاضرين: العقرب يا بومحمد ، ومن غير ان اشاهد من أين أتت العقرب قفزت قفزة لم أعهدها في حياتي, حيث اعتمدت على يدي وقفزت المركاة كاملة الى جهتها الأخرى,, لم يكن بيني وبين العقرب سوى شبر واحد,, وبعد أن قتلناها بحذاء يصور ضخامة قدم صاحبه,, التفت اليّ أبو ناصر, وهو شيخ تخطى الثمانين,, لكنه يملك روح الشباب ومرحهم,, ويجيد لعب البلوت,, وقليل أن يغلبه أحد,, بشرط أن يكون الذي يقابله في مستواه كما يقول,, التفت إلي ساخراً,, وقال: تخاف من العقرب؟! ثم أردف لقد كانت تتعلق براحة يدي وقد غرست شوكتها في باطن يدي، ثم اضربها بالمحش فتسقط قتيلة، ولا أحس بشيء,, وأبو ناصر له قصص كثيرة مع المستحيلات والأمور الصعبة، فكلها تتلاشى مع صلابة جلده,, الذي ألف الحياة القاسية، كان الأوائل يعيشون حياتهم كما فرضت عليهم ويتأقلمون معها, مازال أبو ناصر يواصل الضحك من قفزتي,, لم أرد أن ارد عليه زهوه وفخره بأن العقارب لا تستطيع إيذاءه,, أريده ان يكون سعيدا في هذه السن بما كان عليه من صلابة وقوة تلاشت مع الزمن فهو الآن قد تخطى الثمانين أو يكاد,, لكنه يتمتع بروح مرحة ونفس تقبل النقاش وقد مال أخيرا الى الراحة، وسعة البال، ورغد العيش, ولاشك أن هذه الوسائل قد أترفت جلده,, فلم يعد يملك اليد الخشنة التي تعجز,, إبرة العقرب عن أن تخترقها,, وحمدت الله ان العقرب لم تباغته في جلستنا تلك,, إذن,, لم تكن الفرصة مواتية لأبي ناصر لعد مفاخره كما اعتدنا منه وكما كنا نتلذذ بقصصه الحلوة التي تبعث في نفسيته النشوة.
يبقى السؤال,, هذا العام,, هو عام العقارب,, ففي كل عام يتكاثر نوع من الزواحف وصغار الحشرات,, كالعناكب,, والقبابين والنمل والقردان لكن يظل هذا العام,, عام العقارب.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved