أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th August,2000العدد:10186الطبعةالاولـيالجمعة 18 ,جمادى الاولى 1421

تراث الجزيرة

من الأرشيف
إبراهيم محمد الجبر *
العزيزي شاعر من أهل الضلفعة وهي قرية زراعية بمنطقة القصيم وتبعد عن بريدة قرابة العشرين كيلو متراً غرباً, وقد اشتهر بالشعر في نجد في أواخر القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر وذلك أثناء حكم آل مهنا أبا الخيل كما يثبت ذلك البيت الذي ورد بالقصيدة أدناه وترتيبه الثامن عشر,, ففي إحدى السنوات ترك العزيزي مهنة الفلاحة وانتقل إلى حلب الشام حيث سافر مع العقيلان آنذاك وترك قريته وله ابن اخت يدعى (علي المساعيد) من عائلة اللحيدان في البكيرية تفاقم به الأمر وتدهورت أحواله فلحق بخاله العزيزي هناك، إلا أنه حين جمع ما يقرب من أربعة آلاف ليرة عثمانية رغب في العودة إلى البكيرية لإحياء مزرعة آبائه وأجداده فنصحه خاله أن لا يذهب إلى القصيم بلاد الفقر والمجاعة, لكن المساعيد لم يمتثل لنصيحة خاله فسافر وخاله غاضب عليه, ولما وصل إلى بريدة اشترى أربعة وعشرين فاطراً للسناية واحتفر البئر التي كانت مهدومة وأحيا المزرعة وجلب العمال ووضع جميع امكانياته المادية فيها, إلا أن البرّد بفتح الراء والعواصف الهوجاء قد دمرته في ليلة ماطرة وكان المساعيد شاعراً كخاله العزيزي فأرسل لخاله قصيدة يبلغه فيها بما حدث وأنه في حالة يرثى لها من الفاقة وضيق ذات اليد,, وحين وصل الخطاب إلى خاله سأل حامله من أين؟ فقال من ابن اختك فألقاه في النار قبل أن يفضه ويقرأ محتواه لأنه على علم مسبق بما حدث بواسطة المسافرين لأنه رفض نصيحته ولم يكن المساعيد يطلب مد يد العون اوالمساعدة وإنما يطلب فقط قصيدة جوابيه رداً على قصيدة بعزيه فيها على مصيبته.
لكنه أرسل له قصيدة يعاتبه فيها وهي:


ياراكب من عندنا فوق ماذار
يشبه قمر ثاني من الشهر وافي
يشدي بمشيه خافق الجنح لاطار
وإلى ركض مثل الهوابه اخفافٍ
ياراكبه واحلو مشيه بالابرار
سبوعين والثالث بديرة مصافي
ديرة حلب فيها لنا ربع اخيار
عقاقه الأضداد فعلٍ,,يشاف
فعلٍ نشوفه بالنظر غير الانكار
عدوهم و هو بعيد ,, يخاف
تلفي العزيزي دوره وين ماصار
وان مالقيته دوره وين لافي
قل له علامك ترمي الخط بالنار
ما تخبرن وش خملتي وش خلافي
بالعون منكم ما نبي ربع دينار
نبي السلام ومثل رده,, عوا في
واخبرك باللي جاري لي بالأثمار
زرعت لي زرع به المال هافي
دنيت له حيلٍ ومحال ابكار
وبعيلم به راهي الجم,, صافي
يوم انتهي زرعه سمك قلت ذاصار
هاذي غناتي والمقادير,, تافي
أنشالها من رايح والي الأقدار
ترمي البرد مثل الهوادي اشلافي
وما دق هذابه هبوب الهوا طار
وصار العوض بالزرع تبنٍ خفافي
المال ما هو خلفة مثل الأوبار
يحت وينبت في محله اردافي
مير البلى عند التفيقد بالأعمار
وضيم الصديق اللي بيان يشافي
مير يالله إني طالبك والي الأقدار
نجم يحدر مخضرات خوافي
حتى تطيب النفس لارحت حدار
وأجوز من كثر التلفت خلافي
واخليه لحصان ابا الخيل لاغار
يلقاه في وجهه خرابٍ خسافي
يالله عسى لي مقعد بين الأبرار
بطيباً عسى طيباً لنا به ملافي

ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved