| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
لاشيء يكبح جماح الإنسان ويوقف لهاثه واندفاعه خلف أطماع دنيوية سوى احد شيئين فإما أن يرزقه الله (القناعة) بما كتب له (طبعاً دون أي تقاعس أو تهاون) او أن يستمر يركض ويلهث هكذا حتى (الموت)!! وهذه حقيقة لاجدال فيها أبداً.
فقد ورد عن نبينا المصطفى قوله (لوكان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى ثالثاً) لنرى صورة لجشع الإنسان وطمعه من خلال تلك الحكاية الأسطورية التي تقول: إن شخصاً قصد راهباً يقطن في صومعة نائية وذلك ليستشيره في حال الدنيا معه ويسأله عن حظه المتعثر دائماً, فأول ما بدأ رحلته إلى ذلك الراهب قابله اسد هزيل ومريض وفي حالة يرثى لها, فترجاه هذا الأسد أن يسأل ذلك الراهب عن علته وما هو علاجه, فوعده بذلك واستأنف رحلته وفي الطريق استضافه أمير أحد المدن للاستراحة عنده ولما علم عن مشواره أوصاه أن يسأل الراهب عن هم وضيق يلازمه, ماهو علاجه؟ فواصل هذا الرجل رحلته وفي الأخير قابل مزارعاً كان يزرع أرضه لكنها لاتنبت, فأوصاه المزارع أن يسأل الراهب عن هذه العلة ما سببها,؟ فلما وصل إلى الصومعة قابل الراهب وأعطاه إجابات لأسئلته وأضاف عليها (أنت أحسنهم حظاً ولكنك تركت حظك الجيد خلفك فارجع إليه وتنعم به) ففرح الرجل بهذه النبوءة وعاد يبحث عن حظه الجيد,, وأول من قابل في عودته هو صاحب المزرعة التي لاتنبت فأخبره بقول الكاهن إن أرضه تحوي ذهباً ويلزم إخراجه حتى تخصب الأرض, فدعاه المزارع لمساعدته بإخراج الذهب ومشاركته فيه فرفض, وواصل عودته فمر ذلك الأمير وأبلغه ان الكاهن يقول إنك امرأة ولكنك تنتحل شخصية رجل لذا يلزمك الزواج من رجل حتى تشفى من الهم الذي تشكي منه, فطلبت منه تلك الأميرة ان يتزوجها هو ويحكمان هذه المدينة ولكنه رفض بحجة أن حظه هو الأفضل وهو عائد إليه, ولما واصل العودة لقي الأسد الهزيل وأبلغه أن الكاهن يقول (ابحث عن رجل أحمق وافترسه فتشفى!) ومضى في طريقه , فناداه الأسد قائلا: قف ياهذا فلن أجد من هو أحمق منك فكيف تنقل لي هذه الوصفة وأنت تعلم صعوبة البحث عن احد هنا؟؟ فوثب عليه وافترسه!!,.
هذه الأسطورة تدل على طمع الإنسان وجشعه وأنه لايملأ فمه إلا التراب.
وهذا هو ما ساق صاحبنا إلى حتفه وهو يسير خلف اطماع لاتنتهي! والسلام
صالح عبدالله العريني البدائع
|
|
|
|
|