| محليــات
ليس ثمة شك في أن تصريحات الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد التي ايد فيها السيادة الادارية لاسرائيل على القدس العربية المحتلة قد سببت صدمة اذهلت ملياراً ونصف المليار مسلم في العالم، ومن هذا الرقم 189 مليون مسلم من 210 ملايين نسمة هم تعداد سكان بلاده اندونيسيا اي ان المسلمين الاندونيسيين يشكلون 90% من اجمالي السكان، ولهذا توصف اندونيسيا بأنها اكبر دولة اسلامية في العالم من حيث تعداد السكان.
ولم يختلف مسلمان في إندونيسيا كما هو الحال في غيرها من دول العالم الاسلامي، بل وبين الاقليات المسلمة خارج العالم الاسلامي لم يختلف حول حقيقة ان القدس الشرقية المحتلة عربية/ اسلامية وهي بهذه الصفة التاريخية والدينية والقانونية تعزز مطلب الفلسطينيين بأن تكون عاصمة لدولتهم المستقلة والمرتقب اعلانها في الموعد الذي يتفق عليه الفلسطينيون انفسهم خلال اجتماعات المجلس المركزي في الاسبوع الاول من الشهر المقبل.
والمؤسف ان تصريحات الرئيس الاندونيسي التي لم يراع فيها حتى مشاعر الغالبية المطلقة للمسلمين في بلاده جاءت في توقيت يثير اسوأ الظنون بدوافعه وبالسياسة التي يريد اتباعها بشأن قضية الحقوق الفلسطينية عموماً وقضية القدس خصوصاً,فقد جاءت تصريحات الرئيس وحيد اولاً عقب مباحثاته مع وزير التعاون الدولي الاسرائيلي شيمون بيريز، مما يوحي بأن مضمون تصريحات الرئيس وحيد طبخ اثناء المباحثات، لتحقيق هدف اسرائيلي هو فرض السيادة الكاملة على المدينة.
وثانياً: جاءت تصريحات الرئيس وحيد مستبقة وصول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى جاكرتا وكأنما كان القصد من تلك التصريحات هو قطع الطريق امام اي محاولة من جانب الرئيس عرفات للحصول على تأييد اندونيسي رسمي للحق الفلسطيني والعربي والاسلامي في القدس المحتلة التي تضم احد اقدس مقدسات المسلمين وهو المسجد الاقصى المبارك.
وثالثاً: جاءت تصريحات الرئيس وحيد متزامنة توقيتاً مع صدور وثيقة اعلان القدس التي اعدها واعلنها المؤتمر الحادي عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والقدس الذي اختتم اعماله اول امس بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، فبدت تلك التصريحات كما لو كانت رداً مباشراً على ما ورد في وثيقة اعلان القدس ولاحتواء مضمونها او التشويش عليه في اقل الافتراضات سوءاً.
وثيقة اعلان القدس التي اصدرها مؤتمر المكتبات العربية اول امس ورد فيها:
اولاً:
ان القدس هي احدى ثلاث مرجعيات اساسية تاريخية، وحضارية، ودينية للعالم العربي والاسلامي ولهذا فهي احد الثوابت الجوهرية التي لا يمكن تجاوزها، الامر الذي يعزز المطالبة بها كعاصمة للدولة الفلسطينية.
ثانياً:
رفض الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والقدس لقرار الاتحاد الدولي لجمعية المكتبات والمعلومات الذي عقد مؤتمره السادس والستين في القدس المحتلة رغم العديد من المراسلات الرسمية التي بعثت بها اليه المؤسسات والجهات العربية والاسلامية طوال الثلاث سنوات الماضية.
رابعاً:
توجيه نداء لمجتمع العلماء والاكاديميين ورجال القانون في العالم ان يسهموا من خلال مواقفهم وكتاباتهم في دعم الحق والعدالة، ومؤازرة الصمود الفلسطيني امام مختلف الاجراءات الاسرائيلية التهويدية للقدس بقصد فرض سيادتها عليها.
ووسط هذا الزخم السياسي والدبلوماسي والاتصالات التي لم تفتر بين القادة بانفسهم جولات الرئيس عرفات العربية والدولية من اجل حشد التأييد الدولي للحق العربي والاسلامي والفلسطيني في القدس، يخرج الرئيس الاندونيسي على العالم العربي والاسلامي بتصريحاته التي لا يكاد احد يفهم سبباً لصدورها سوى انها لخدمة مطالب وسياسات واهداف اسرائيل التي لا يسندها حق تاريخي ولا قانوني ولا ديني.
|
|
|
|
|