| أفاق اسلامية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,, وبعد
قال الله تعالى في سورة الأحزاب: وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً , وقال تعالى: وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ,
إن القول السديد المذكور في الآية آنفة الذكر كما ذكر ذلك المفسرون هو القول الصائب الذي تحققت مصلحته أو ترجحت مفسدته والقول السديد هو الذي دل عليه قول الحق تبارك وتعالى في سورة النساء لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما والى هذه الآية جاء الارشاد النبوي الذي ثبت في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ثم بين الحق تبارك وتعالى ثمار القول السديد وهي اصلاح الأعمال واخلاصها له وهذا من أهم الأمور وهو أن يكون العبد مخلصا عمله لله لأن الله لا يقبل الا الخالص وأما الزبد فيذهب جفاء, ومن الثمار أيضا: مغفرة الذنوب وهو سترها ومحوها واذا غفرت الذنوب دخل العبد الجنة, ومن الثمار كذلك حسن العاقبة في الحال والمآل من الذكر الحسن في الدنيا وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنتم شهداء الله في أرضه وفي الآخرة بدخول الجنة ومن ثمار القول السديد الفوز العظيم بالأجر الكريم من رب العالمين, ورضوان الرب الرحيم وبهذا كله يحصل للعبد الفوز في الدارين قال الله تعالى في سورة النور ومن يُطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون من ضوابط القول السديد:
أولاً: ألا يتكلم الانسان الا بما يُرضي رب العالمين وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفاً .
وقد قال معاذ رضي الله عنه أو نحن مؤاخذون بما نقول يا رسول الله قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .
ثانياً: اذا ترجح لدى المتكلم أن قوله ليس فيه مصلحة فعلية أن يكف وذلك لما ينتج عنه من الضرر لأن زلة اللسان ليست كزلة الرجل فقد لا يبرى منها ومن الضوابط ان يتمثل قول ابي بكر الصديق خير الكلام ما قل ودل وعليه ان يقول خيرا أو ليصمت, ومن أعظم الأمور التي تخالف القول السديد اطلاق العنان للسان بالكلام في العلماء أو طلبة العلم وعدم التماس الأعذار لهم وقد تكون النملة خير من هذا المتحدث حين التمست العذر لنبي الله سليمان عليه السلام حين قالت لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون .
أسأل الله أن يحفظ علماءنا وولاة أمرنا من كل سوء وأن يرزقنا القول السديد والعمل به وأن يوفق الجميع لما يحبه الله ويرضاه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
* نجران
|
|
|
|
|