| أفاق اسلامية
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق والاسلام جاء ليحافظ على كل الاخلاق والصفات الانسانية النبيلة والسليمة والصحيحة والتي تتماشى مع الفطرة السليمة، واوجد الاخلاق الفاضلة التي لم تكن موجودة، لان الاسلام بحد ذاته هو المنهج الرباني للحفاظ على الفطرة السليمة والخلق الحسن والاستقامة.
ان مما لاشك فيه ان شخصية الانسان اي انسان تشتمل على العديد من الصفات منها الجيدة والحميدة ومنها لا سمح الله السيئة والذميمة، وبقدر ما ترجح كفة الصفات الاولى تكون تلك الشخصية او هذه شخصية ناضجة متكاملة سليمة واعية تسلك سلوكاً يرضي الله وعباده.
واذا ما اردنا تعداد الخصال الحميدة التي تهذب الانسان وتسمو به للاعلى لأعيتنا الحيلة ولضاقت الاسطر، فتلك الخصال عديدة كثيرة والحمد لله، والسعيد هو من حاز على اكبر قدر منها، ولعل من تلك الصفات لابل من ابرزها فضيلة الشكر، نعم الشكر، فالشكر ميزة لا يتحلى بها الا من انعم الله عليه بجليل الاخلاق ومكارمها واستطاع ان يمتلك زمام نفسه فأبعدها عن السوء واوصلها الى بحار الخير.
ان الاسلام وهو دين الاخلاق قد ربى ابناءه على الخلق السليم، ولذلك لا عجب ان رأينا ان الاسلام قد اولى الشكر اهتماماً خاصاً ورعاية خاصة ومكانة مميزة.
ان الشكر وهو عبارة عن اعتراف بالجميل واعتراف بالعمل الصالح والحسن الذي قام به انسان ما، لا بل يتعدى الامر ذلك للوصول لشكر رب العباد عز وجل، يقول تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم ، والزيادة التي تأتي من الله تعالى هي نعم الزيادة، والسبيل اليها هو الشكر النابع من القلب والمرتبط بالايمان بأوثق العرى والروابط، فما اروع الشكر وقد اراد الله تعالى عباده ان يقومون به لوجهه الكريم.
ان المعروف والفعل الجميل كثير بين البشر، وقد يكون رده بسيطاً وهذا فضل من الله، فبإمكانك القيام بالشكر، والتعبير عن الشكر له وسائل عديدة لابد وانك تستطيع التعبير بواحدة منها سواء بالفعل او بالقول او حتى بالابتسامة او حتى بالسلوك، وهذا هو الامر المطلوب المرغوب، لانه هو الذي ينشر الحب بين ابناء الامة ويزيد التآلف والترابط ويوثق الصلات ويبعث على التعاون على البر والتقوى.
إن الإنسان السوي عليه أن يتحلى بصفات ثلاث هي شكر المعروف، والعفو عند المقدرة، والحلم، وضبط النفس عند الغضب، وشكر المعروف على رأس تلك القائمة الطيبة المباركة، ولكن للأسف أكثر الناس لا يعيرون هذا اهتماماً أو أنهم لا يستطيعون القيام به لسبب ما وغالباً عن تكبر وتفكيرات مغلوطة!
يقول المولى عز وجل: وقليل من عبادي الشكور فرغم اهمية الشكر في البنيان الاجتماعي وسلامة اركان الامة وزيادة مكانتها، ولكن قليل هم الشاكرون، اما الاغلبية ولكن اكثر الناس لا يشكرون وهذه هي حقيقة نستطيع تلمسها بقليل من التفكير والتمعن، حتى ان الانسان يقف والعياذ بالله هذا الموقف من ربه وخالقه ورازقه، يقول تعالى: إن الانسان لربه لكنود ، وما دام الامر هكذا مع رب العباد فلا عجب ان نرى مثل هذا واكثر مع العباد.
لقد اكد النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديثه الشريفة على اهمية الشكر ومكانته في الاسلام وحث عليه، فلقد روى الامام احمد رحمه الله تعالى: ان أشكر الناس لله تبارك وتعالى اشكرهم للناس ، كما روى عبدالله بن احمد بن حنبل رحمهما الله تعالى ومن لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب .
ان قاعدة المسلم في هذه الحياة هي قوله تعالى: وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، وكذلك وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا .
والامر بسيط فقد تكون كلمة جزاك الله خيراً كافية، وقد تكون كلمة على اللسان ويسربها القلب كافية، ولكن اولاً وقبل كل شيء يجب ان يصبح القلب ابيض لا سواد فيه، وتتطهر النفس من صغائر الامور وكبائرها، ويسمو الجسد فوق كل الترهات، ولا يتحقق هذا الا بالاعتصام بحبل الله تعالى.
alomari 1420 @yahoo. com
|
|
|
|
|