| أفاق اسلامية
* حوار:سلمان العُمري
طالب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض والداعية المعروف، طالب بادخال العنصر النسائي في الدعوة، وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي المجالات الأخرى التي تتعامل بها النساء.
وأكد في حوار مع الجزيرة ان الضوابط الشرعية كفيلة بحل مشكلة ما يسمى السبيل أو الوقف العائلي مطالبا في الوقت نفسه بضرورة الرجوع للجهات الرسمية أو طلاب العلم العارفين لحل مشكلات السبيل بين العوائل.
كما تناول الحديث مع الشيخ السدلان العديد من القضايا المتنوعة كمشكلة الطلاق، ومقومات خطبة الجمعة، واختلاف الفتوى، وغير ذلك من الموضوعات التي طرحناها على فضيلته,, وفيما يلي نص اللقاء:
** لكم باع طويل في الخطابة,, ترى ما هي مقومات الخطيب الناجح، وكيف يمكن النهوض بخطيب الجمعة؟
* لا شك ان خطبة الجمعة أولا من أهم ما يفيد الانسان المسلم ويستفيد منه ويؤثر في نفسيته لهذا ينبغي العناية بخطبة الجمعة والعناية بالخطباء وأهم مقومات الخطبة أن يكون عند ذلكم الخطيب احساس بالحاجة التي سيتحدث عنها هل الناس يحتاجون اليها أم لا، هل هي مشكلة متفشية في المجتمع يريد علاجها، هل هي ظاهرة من الظواهر التي تخالف الشرع فيتحدث عنها، هذا هو من الشعور بالحاجة الى ما يريد أن يتحدث عنه الأمر الثاني التبسط في الأسلوب أن يكون الأسلوب مناسبا وأن لا يكون هابطا ملحونا مكسرا وألا يكون صعبا يغرب في الألفاظ وانما يتخيل الخطيب أن أمامه خليطا من الناس مختلفي الثقافة فمنهم ذو الثقافة العالية والمتوسطة والمتدنية والذي لا يحسن شيئا فينبغي أن تكون الخطبة تصلح للجميع ويستفيد منها الجميع ومن مقومات الخطبة أن يلتزم الخطيب بالخطبة الشرعية وهي عدم الاطالة والاكثار من النصوص والبعد عند التشهير والتجريح وذكر الأسماء وغير ذلك.
** يلجأ بعض الناس الى انكار الخير والنعمة التي هو فيها، وذلك خشية من العين كما يقوم البعض بالتقصير على نفسه وأبنائه فماذا تقولون لهؤلاء,,؟ وما السبل الكفيلة لمواجهة أصحاب العين؟
* اتقاء العين ليس بجحود النعمة ولا باخفائها ولا بالتقتير على النفس وانما اتقاء العين يكون بالأوراد الشرعية في الصباح والمساء الأذكار الشرعية من القرآن والسنة التي فعلها وقالها النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد اليها هذا أول شيء ثانيا ان اتقاء العين لا يكون بهذه الصورة وانما يكون بأن لا ينشر الانسان ويتحدث حين لا يكون هناك داع للتحدث فيما عنده وأما اظهار النعمة والتحدث بها عندما تدعو الحاجة لذلك فهذا أمر مطلوب لقول الله جل وعلا وأما بنعمة ربك فحدث .
** هل صحيح أن الفتوى تختلف باختلاف الزمان وتتغير لكي تكون في ضوء حياة المجتمع، وعلى الفقيه أن يقدر لكل حادثة قدرها؟
* هذا صحيح 100% وأصول الفتوى لا تختلف لكن حيثيات الفتوى وملابسات الفتوى تجعل الحكم يختلف تبعا لاختلاف الملابسات والقضايا وهذا من جمال هذا الدين وكماله وصلاحيته لكل زمان ومكان وتعتبر ميزة خاصة لدين الاسلام حيث يتفاعل ويتعامل مع ظروف البيئة وظروف المجتمع ومع ظروف الشخص وأحواله فربما يسأل شخص سؤالا ويفتى بفتوى ويأتي من بعده آخر بنفس السؤال ونفس اللفظ ويفتي بفتوى أخرى معاكسة أو مغايرة أو بها بعض التغاير عن فتوى من سبقه وهذا بسبب اما أن ينظر المفتي الى حال السائل، واما الى ملابسات القضية ودوافعها وأسبابها وغير ذلك فهذا كله يؤدي الى أن تكون الفتوى تتغير وتتبدل باختلاف الزمان والمكان والشخص غير أن أصل الفتوى لا يتغير مثلا لو جاءت امرأة تدعي ان زوجها توفي وأن لها نصيبها من الميراث فيحكم بوجوب تسليم نصيبها من الميراث يأتي سؤال آخر من امرأة أخرى بنفس السؤال وتقول ان زوجها توفي ولم تسلم نصيبها من الميراث فقد لا يحكم بتسليم الميراث اما بسبب ان فيه مشكلة أخرى واما بسبب ظروفها هي واما أن يقال الميراث يسلم لغيرها وغير ذلك اذا اختلفت الفتوى بسبب حال السائل أو حال المسؤول أو حال حتى الميراث نفسه والتمكن من تسليمه وهل هو متوفر أو غير ذلك فأصل الفتوى لا يتغير من حيث الحكم الأساسي لكن ملابساتها تجعل مجال تطبيق الفتوى يختلف والله أعلم.
** تدرس وزارة الشؤون الاسلامية فكرة ايجاد داعيات مؤهلات لكي يقمن بواجب الدعوة للمرأة والاجابة على اسئلتها لما لها من خصوصية يمنعها الحياء من البوح بها أمام الرجال,, ما رأيكم بذلك؟
* نحن نستبشر اذا كانت الوزارة تدرس هذا الشيء فنحن من دعاته نحن ندعو الى هذا وطالبنا الحقيقة المسؤولين في الوزارة بأن يدخل العنصر النسائي في الدعوة وفي الهيئة وفي الجوانب التي تتعامل بها النساء حتى تتمكن المرأة من الوصول الى ما تريد من فتوى أو من حق أو تحقيق في قضية أو غير ذلك فهناك جهات عديدة ليست فقط مجال الدعوة بجهات عديدة ينبغي أن يدخل فيها العنصر النسائي تحت ضوابط معينة لا تتصادم مع الشرع والله أعلم.
** بدأت تظهر في الساحة مشكلة ما يسمى السبيل أو الوقف العائلي,, وحدوث مشكلات داخل أفراد الأسرة الواحدة، أو طمعا أو عدم توجيه الوقف الوجهة الشرعية المطلوبة، فماذا تقولون عن تلك المشكلة، والحلول التي ترونها تسهم في حلها؟
* لا شك ان هذه موجودة وبكثرة أيضا وانها سببت ما سببت من فرقة بين العوائل وتباغض وتنافر بسبب السبيل وبسبب تأخير قسمة الميراث، وبسبب ثلث الميت وغير ذلك من الأمور والمرجع في ذلك هو الشرع الذي ينطلق من نوع الوقف أو السبيل أو الثلث ومصارفه، والسبيل ومصارفه، والناظر عليه وغير ذلك.
الضوابط الشرعية كثيرة لحل هذه المشكلات لكن الناس لا يرتفعون الى الشرع وانما هم من أنفسهم يتشابكون مشابكة كلامية ومخاصمة ثم يحصل ان المستحق لهذا المصرف أو لهذا الشيء يغضب ويرفض حقه ولا يراجع الناظر والناظر أيضا تأخذه العزة بالاثم فلا يتلطف مع المستحق وغير ذلك ولا يتفاهم مع بقية الورثة فكل يقف في مكانه فالناظر على الوقف لا يراجع الورثة ولا المستحقين للمصرف وكذلك مستحقي المصرف يكون في نفوسهم ما يكون فيتجنبون هذا الناظر ويتركونه وتمضي الأيام ويموت هذا ويموت هذا وتتراكم القضايا فالواجب الارتفاع الى الشرع اذا حدثت مشكلة من هذا النوع ولم يستطيعوا حلها فيما بينهم فليرجعوا الى الشرع الحكيم اما عن طريق الجهات الرسمية واما عن طريق طلاب العلم العارفين في هذا والله أعلم.
** من المشكلات الكبيرة في مجتمعنا مشكلة الطلاق,, الا ترون ان جهل الزوجين بالحقوق الشرعية وراء ظاهرة الطلاق,, أم أن هناك أسباباأخرى وراء ذلك، وما الحلول للحد من تفشي تلك الظاهرة؟
* لا شك ان ظاهرة الطلاق ظاهرة خطيرة وغير مقبولة والاسلام ضد هذه الظاهرة بأحكامه وتوجيهاته وسماحته ويسره ولكن أيضا لا يقال بأن ظاهرة الطلاق لها سبب واحد وانما لها عدة أسباب في مقدمة هذه الظاهرة هو الجهل بالحقوق الزوجية التي تجب على الزوج والزوجة فجهل كل واحد منهما بما يجب عليه وما ينبغي منه هذا لا شك انه سبب في تفشي الطلاق.
ذلك ان الزوج لو أدرك الواجبات التي عليه وما هو مطلوب منه شرعا وأداه بسماحة وانشراح صدر ورضا ومن غير مماطلة ولا تكره ولا تباطؤ وكانت الزوجة كذلك أدركت واجبها وما ينبغي منها وبذلت ما عليها بسخاء وانشراح صدر ورغبة من غير مماطلة ولا تكره لا شك ان ظاهرة الطلاق تختفي بين هذين الزوجين على الأقل حتى ولو لم يكن بينهما مودة كما ينبغي ولا رحمة كما يطلب من كل واحد من الزوجين وانما تكون المجاملة بأن كلا من الزوجين قام بحقه فتجده يتحمل عيوب صاحبه ونقصه وغير ذلك وبذلك ترسخ المحبة وتقوى مع الأيام وهناك أمور كثيرة أيضا في هذا الموضوع وقد أوضحت هذا في كتابي النشوز أسبابه وعلاجه على ضوء القرآن والسنة.
|
|
|
|
|