| متابعة
* موسكو واس
للمرة الثانية خلال العقد الأخير تتعرض قطع الاسطول الروسي لحادث مروع تمثل في حادث الغواصة النووية كورسك التي تقبع منذ السبت الماضي في قاع البحر وعلى متنها 116 بحارا حيث كانت الحادثة الاولى في عام 1989م عندما غرقت الغواصة النووية كمسمولتس في المياه الاقليمية النرويجية وراح ضحيتها 42 بحارا روسيا.
وتعتبر الغواصة كورسك من أحدث وأفضل غواصات الاسطول الروسي وقد صنعت منذ عدة سنوات وهي تندرج في التصنيف الامريكي تحت طراز أوسكار 2 .
وخلال الاسبوع الماضي كانت الغواصة كورسك تشارك في مناورات بحرية نفذتها عدد من قطع الاسطول الروسي في البحر الشمالي وشاركت فيها الطائرات المقاتلة والمروحيات العسكرية وفي نهاية المناورات اعلن قائد الأسطول الروسي في بحر الشمال الادميرال فيشلاف بابوف ان البحرية الروسية نفذت مناورات ناجحة واعتبرها اكبر مناورات نفذت على مدار السنوات الماضية الا انه تبين بعد عدة ساعات من تصريح الادميرال بابوف ان أحد أهم القطع المشاركة في هذه المناورات وهي الغواصة كورسك قد أصيبت بحادث مروع أدى لتحطيم هيكلها في الجزء الخاص بمضخات المياه مما أدى لتسرب المياه الى المحركات ومنصة اطلاق الصواريخ ومن ثم احتراق المحركات وتوقفها عن العمل كما أصيبت مولدات الطاقة الكهربائية بأعطاب وتوقفت محركات الغواصة النووية عن العمل وفقد طاقم الغواصة السيطرة على انظمة القيادة والتحكم ورقدت الغواصة كورسك في قاع بحر بارانتس على عمق 107 متر ويتهدد طاقمها مخاطر نقص الأوكسجين والاختناق.
وأكد المراقبون ان الدافع الحقيقي لموقف روسيا الرافض للمساعدة الغربية في عمليات الانقاذ هو سيطرة العقلية السوفيتية على قيادة القوات البحرية التي تعتبر المعدات العسكرية أكثر أهمية من ارواح الأفراد اضافة لحرصها على الحفاظ على سرية معداتها العسكرية وكان من البديهي ان تناقش الأوساط العسكرية والسياسية السبب الكامن في وقوع هذا الحادث.
وتكمن خطورة حادثة الغواصة كوسك في انها تحمل عددا من الصواريخ البالستية وبها مفاعل ذري واضطراب انظمة التحكم والقيادة فيها يمكن ان يتسبب في اطلاق عشوائي لاحد الصواريخ أو لتسرب اشعاعي وفي هذا الصدد أكد العقيد ايجور ديجالو المتحدث الرسمي لقيادة القوات البحرية ان المفاعل الذري مغلق ولن تنجم عنه أية مخاطر وان المناخ الاشعاعي داخل وخارج الغواصة وفق آخر قياسات للنشاط الاشعاعي ما زال ضمن الحدود الطبيعية الا ان العقيد ايجور لم يتحدث عن ضمانات على عدم حدوث مخاطر تسرب اشعاعي بشكل قاطع.
ويمكن القول ان حادثة الغواصة الذرية الروسية التي وقعت في أعقاب اصدار مجلس الأمن القومي الروسي لعدة قرارات حول تقليص الرؤوس النووية واجراء تعديلات في ترسانة الاسلحة النووية استنادا للامكانات الاقتصادية المتوفرة.
تكشف هذه الحادثة عن الوضع الراهن لترسانة الأسلحة الروسية التي تعاني من احتياج شديد لمصادر تمويل من أجل تحديثها وصيانتها وفي ظل نقص مصادر التمويل يبدو ان الترسانة النووية الروسية يمكن ان تشكل خطرا على الدول المجاورة ويبدو ان مجلس الامن القومي الروسي كان يدرك هذه الحقائق الأمر الذي دفعه لاتخاذ قرار بطلب المساعدة الغربية بعد فشله.
|
|
|
|
|