| الثقافية
نلاحظ في بعض المجتمعات العربية الاسلامية انتشار ظاهرة غريبة عجيبة تسمى بآخر موضة واذا سلطنا الضوء على شريحة معينة في المجتمع، للاشخاص الذين يتصفون بالحضارة والتطور في نظرهم نجد انهم عكس هذا تماما، سؤال يطرح نفسه، وقضية صعبة الحكم فيها ما هي الموضة وصراعاتها وتقاليعها، البعض يظن ويعترف بأنها التطور في الشكل الخارجي للانسان كمثال ما نشاهده من فتيان وفتيات جيلنا الحاضر، الفتاة تقلد ما هو موجود عند الغرب تقليداً اعمى تقص شعرها الى ما هو اعلى من أذنها، وتضع وشماً على ذراعها، ولصقات حول اطراف عينها، وترتدي بنطلوناً ضيقا ممزقا وتفتخر بذلك تماما، وحين يطرح عليها سؤال موجه الى محور العقل، ما هذا الشيء الغريب الذي تفعلينه تقول بأنها آخر موضه، ايضا نرى كذلك الشاب والذي بلغ من العمر ما يؤهله لان يطلق عليه رجل ونشاهده يطيل شعره ويرتدي الاقراط ويعلق على صدره السلاسل والصور ويفتخر بذلك كثيرا من اجل الحصول على جائزة ولقب عالمي من الاخرين (ماشي على الموضة) ايضا قد تندرج الموضة في المأكل والمشرب ومسك الشوك باليد اليسرى والسكين باليمنى حقيقة نود ان نطرح هذه القضية بكل سلبياتها ونتطرق الى الحل النسبي لا، أولا ما هي الموضة وما معناها؟
الموضة كلمة إفرنجية فرنسية (الموض) أخذت عن الغرب واصبحت تعبيراً شائعا في مجتمعاتنا العربية، والمعنى اللغوي العربي الصحيح لهذه الكلمة هي التطور والتحول من القديم الى الجديد والآن تعال معي نبحث عن الموضة الحقيقية هي في تطور الفكر الانساني للفرد نفسه,, تنمية عقله ومواهبه وقدراته حتى يكون شيئاً في مجتمعه ولهذا لابد لنا ان نفتح لعقولنا باباً لدخول المعلومات النافعة والجيدة التي تغذي فكرنا وتمنحه سلاحا قويا يحارب الغزو الفكري الغربي الذي يبعث لنا هذه الموضة حتى يجعلنا ننغمس فيها وفي متابعتها، في حين تتقدم مجتمعاتهم على مجتمعاتنا ,,, منهم الطبيب والطبيبة والمهندس والعالم، ونصبح نحن مجتمعا متأخرا، لابد ان ندرك تماماً بأن الحضارة الحقيقية هي حضارة العقل والتفكير، حضارة الابداع والانجاز، ولقد عرف المسلمون هذه الحضارة في عصورهم، واخذ الغرب عنا هذه الحضارة وعملوا على تطويرها، واصبحنا نحن نقف عند نقطة العصور القديمة، لقد خلقنا الله ومنّ علينا بنعمة الحواس والعقل فلماذا نكون آلة بيد الغرب تحرك كيفما شاء, نصيحتي لكم يا جيلنا الحاضر والقادم، أن تجعلوا عنوان كتاب حضارتكم: (العقل وكنوزه) وفهرسه: ارتد ما يناسب ولا تجعل نفسك سخرية للاخرين، تزين بثقة النفس وعزة الكرامة والتواضع الذي يقربك من الناس جميعا، اجعل موضتك في عقلك بثقافة الفكر، وفي قلبك بايمان القلب بالله عز وجل الذي وهب لك هذا العقل لتفكر به، لا لتجعله حقلا لتجارب الغرب أما موضة المأكل والمشرب فقد عرفها الاسلام قبل ان يعرفها الغرب، وهي ان تأكل بيمينك ومما يليك وتترك ثلثاً للتنفس والراحة حتى لا تتعرض لوعكة صحية تمنع عقلك من التفكير، وتبقى القضية مؤجلة في أذهان جيلناالآن حتى يثبت عكس ذلك تماماً.
سهير العيدان
* تناقش الصديقة سهير العيدان في مقالتها (الموضة) كمفردة وكمؤثر فعال في سلوك الناس,, وتطالب ونحن معها في ان يكون اهتمام جيل الشباب بالموضة الفكرية التي تغذي العقول,, وتساعد في تنمية المجتمع وتطوره.
تحية للصديقة سهير على مقالتها المتجددة,, على أمل ان نرى شيئا من جديدها المميز قريبا.
|
|
|
|
|