| مقـالات
في برنامج اجتماعي لطيف تقدمه الإذاعة المحلية كانت جولة المايكرفون في إحدى مستشفيات العاصمة وكان اللقاء بإحدى المريضات المنومات محولة من بلدتها شمال المملكة إلى المستشفى الكبير,, نلتقي مستمعينا الكرام بالخالة,, اسمك خالتي؟! ويبدو من صوت المريضة أنها أصغر من المذيعة بثلاث وعشرين سنة ,, أجابت المريضة: اسمي الشمطري، فانفجرت مذيعتنا بضحكة لا تنم عن فهم أو انسجام مع برنامجها الاجتماعي الرقيق، وأردفت بسؤال ينضح بنوع فاضح من الصفاقة والجهل نصه ما يلي: يا أختي ما تخجلين من هذا الاسم؟! قالت المريضة وهي من مناطق شمال المملكة المعروفين بالطيبة والكرم وسعة الخاطر ودماثة الخلق: لا، لماذا أخجل وهو اسم عادي يا أستاذة,, لاحظوا يا أستاذة ألم أقل لكم انهم أصحاب تسامح وعفو وكرم مادي ونفسي، لقنتها درساً لم تفهمه,, وأضافت فتاة الشمال قائلة: الشمطري طيب ورائحته محبوبة,, فزادت المذيعة ضحكاً,, ولم تعرف أن الشمطري نوع من الزهور البرية الجميلة ذكية الرائحة هو والخزامى والاقحوان وغيرها تشكل منظراً ربيعياً أخاذاً خاصة إذا كانت تنبت على ضفاف غدران المطر في المرابع تفوح بشذىً تعشقه الأنفس النزيهة التي تألف كل محبب من المشاهد والمشموم وترنو إليه وتطلبه وتشد الرحال لمجرد شميمة وتكحيل العين بمنظره الأخاذ,, وللنفس عشق أيها الإخوة يقترن بهذه المشاهد جعل بعض المواطنين يسمون بناتهم بمسميات هذه الزهور الربيعية الجميلة تيمناً وتسجيلاً خالداً لما تميل له نفوسهم الصافية من حب للوطن وبقاع مرابعهم,, غير أن من يجهل الاعتبارات من السذج وفارغي الأدمغة يضحكون حتى الثمالة,, ولكن لنسأل من جعلهم في هذه المواقع؟,.
في ظني أن حسن الاختيار مطلوب وضروري قدر الإمكان وقدر المتوفر وأحسب أن في الأمر فائضاً يتيح الانتقاء والفرز لبلوغ مستويات عالية في طاقم المذيعين والمذيعات وتوجيه كل منهم حسب قدراته وثقافته لما يناسبه من برامج يمكنه أن يبدع فيها ومن خلالها يقدم مادة ناجحة مفيدة ممتعة، وللأمانة فيما سمعته من خلال البرنامج المذكور آنفاً لم يكن منذ وقت قريب جداً الأمر الذي يتجدد معه الأمل بأن مسؤولي الإذاعة بما لهم من خبرة وتجارب مميزة تواكب التطور الإعلامي الشامل لهم حساباتهم وتقديراتهم التي تمكنهم من حسن الاختيار والتوجيه,, ثم أنه لا يفوتهم وهم من خبروا الإذاعة وعرفوها أنه لا بقاء لغير المتميزين المبدعين وان من دون ذلك سيصرفون لأعمال تناسب قدراتهم المتواضعة أو يترك لهم الخيار للبحث عن مجال يجدون فيه أنفسهم فكل إنسان يحمل طاقات وامكانات لا يمكن حصرها في حيز أو مجال واحد، بمعنى أنه حينما لا يحالفنا الحظ والنجاح في مجال فلا شك أن هناك مجالات متعددة يمكن أن ننطلق منها ناجحين.
علي الخزيم |
|
|
|
|