| العالم اليوم
* القاهرة مكتب الجزيرة علي السيد
خيمت حالة من الوجوم على جامعة الدول العربية أمس بسبب ما أعلنه الرئيس الإندونيسي عبدالرحمن وحيد رئيس أكبر دولة إسلامية بضرورة أن تكون لإسرائيل سيطرة إدارية على القدس، وبما يتعارض مع قرار منظمة المؤتمر الإسلامي الأخير الذي يعتبر المدينة المقدسة أراضي عربية محتلة ويطالب بعودتها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
امتنع المسؤولون بالجامعة العربية عن التعليق على التحول المفاجئ الصريح في الموقف الإندونيسي، وذلك على أمل ان تعيد إندونيسيا تصحيح موقفها من قضية القدس خلال المباحثات المرتقبة بين الرئيس الإندونيسي عبدالرحمن وحيد وياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك في إطار الجولة الخارجية التي يقوم بها عرفات حالياً لحث دول العالم على تأييد إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف,وتأتي التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإندونيسي عقب لقائه مع شيمون بيريز وزير التعاون الدولي الإسرائيلي وتأكيداً للوقائع الخطيرة التي تضمنها التقرير الأخير لمكتب المقاطعة العربية لإسرائيل والمقرر عرضه على مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعه القادم بالقاهرة,ويشير تقرير المقاطعة الى ان إندونيسيا تقيم علاقات على نار هادئة جداً مع إسرائيل، وأن مصادر صحفية تؤكد وجود علاقات سرية في المجالين العسكري والتجاري وذلك على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ويضيف تقرير المقاطعة العربية لإسرائيل أن العديد من المسؤولين في إندونيسيا يعلنون صراحة تأييدهم لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وخاصة منذ بداية التسعينيات، وذلك على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الإندونيسي علي العطاس في بداية عام 1994م من أن سياسة بلاده الخارجية تستند الى مبادئ الميثاق المعادي للاستعمار، مشيراً الى أن عدم احتمال إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل طالما أنها تسيطر على الاراضي العربية.
والمعروف ان الدول العربية تعول كثيراً على موقف منظمة المؤتمر الإسلامي التي تعد ثاني اكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة في قضية القدس، وبشكل خاص في مواجهة الضغوط الامريكية والغربية التي تتبنى رؤية إسرائيل بتقسيم القدس, وتمثل دولة اندونيسيا محوراً هاماً في التحرك العربي الإسلامي الأخير تجاه تحرير القدس,وقد عولت جامعة الدول العربية كثيراً على تفعيل هذا التنسيق، خصوصاً بعد فشل الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحق رابين إلى إندونيسيا في الخامس عشر من شهر اكتوبر/ تشرين أول من العام 1993م في اختراق الطريق المسدود الذي اصطدمت به عملية توسيع العلاقات بين الطرفين، حيث تعد إندونيسيا دولة استهلاكية كبيرة للفروع التي يتفوق فيها الاقتصاد الإسرائيلي.
وعقب الأزمة الاقتصادية الحادة التي شهدتها إندونيسيا والتي رافقتها أزمات سياسية، اظهرت اندونيسيا حسبما يوضح تقرير المقاطعة العربية اهتماماً بإقامة علاقات مع اسرائيل خلال النصف الثاني من العام 1999م ، حيث تحدثت الأنباء الصحفية عن ان السفير الإسرائيلي في سنغافورة قام بعد زيارات الى اندونيسيا لمقابلة موظفين سياسيين وعسكريين رسميين إندونيسيين.
وتشير الأنباء الى وجود بعض رؤساء الجمعيات الإسلامية الإندونيسية التي تدافع عن إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مثل عبدالرحمن وحيد، الذي أصبح رئيساً للبلاد، وهو من حركة نهضة العلماء التي يبلغ عدد أعضائها ما يقرب من 35 مليون عضو, وهناك في هذه الحركة من يعارض آراء وحيد كمعظم الأحزاب والجمعيات الإسلامية الأخرى في اندونيسيا,وكانت الحكومة الإندونيسية قد أعلنت خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 1999م عن تأجيل خطة إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل لفترة زمنية غير محددة, إلا ان هذا التأجيل لم يصمد سوى شهرين فقط, إذ ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية في 19 ديسمبر/ كانون أول من نفس العام ان وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى توجه سراً الى اندونيسيا لإقامة علاقات اقتصادية بين الطرفين, وقد تقررت هذه الزيارة التي أتت تلبية لدعوة مكتب التجارة الاندونيسي بصورة نهائية في أوائل شهر ديسمبر/ كانون أول 1999م، حينما التقى وزير الصناعة والتجارية مع نظيره الإندونيسي في الولايات المتحدة على هامش أعمال مؤتمر منظمة التجارة العالمية في سياتل، حيث اتفقا على تطوير العلاقات التجارية بين الطرفين,وذكرت الصحيفة ان أحد المواضيع الرئيسية المعروضة للمناقشة إقامة ممثلية تجارية لإسرائيل في جاكرتا وممثلة تجارية لإندونيسيا في تل أبيب, وأضافت ان إندونيسيا أعلنت مؤخراً تسهيلات في منح تأشيرات دخول لرجال الأعمال إليها، وتدشين خط هاتفي مباشر من إندونيسيا لإسرائيل.
وقال الرئيس الإندونيسي على حد ما ورد في تقرير المقاطعة إن إسرائيل تعهدت ان توظف بهدوء 200 مليون دولار في الاقتصاد الإندونيسي، وان ذلك سيتم عن طريق شركة هولندية أو أمريكية.
وخلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 1999 أيضاً، قام رؤساء منشأة إندونيسية كبيرة تدعى دكستر واميد ريكاترن بزيارة هي الأولى لرؤساء منشأة إندونيسية الى إسرائيل، وهدف الزيارة هو البحث في إمكانية الاستثمارات والتعاون مع شركات إسرائيلية.
وقال رؤساء المنشأة الإندونيسية انهم يدرسون فرص الاستثمار والتجارة مع اسرائيل والتعاون في الصناعات الزراعية والدقيقة المتطورة والكيماويات، وان العلاقات التجارية مع اسرائيل تحمل طاقات كبيرة، خاصة انه يمكن استخدام اسرائيل بوابة دخول الى الأسواق الأخرى، في حين اقترح رئيس رابطة الغرف التجارية الإسرائيلي افتتاح مكتب لرعاية المصالح الاقتصادية في إطار رابطة الغرف التجارية، وأشار الى أن وفداً من رجال الأعمال من الرابطة سيتوجه الى اندونيسيا.
|
|
|
|
|