عزيزتي الجزيرة
الدموع وحدها لاتكفي، والموت الف مرة لايعادل آه واحدة تخرج من جوفي المجروح، وفؤادي المكلوم,, أنا الآن عرفت أن السعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه,,, لله در من قال هذا المثل ما أصدقه,,,!! ولله دره ما أحكمه,,!! إنه الألم، إنها الندامة على كل لحظات الحياة,, كلما بدأ يوم جديد بدأت معاناتي في كل لحظة بل في كل غمضة عين تحرق في قلبي كل شيء,, أموت في اليوم ألف مرة بل آلاف المرات ولا أحد يعلم مابي إلا الله,, أنا الذي هدم كل مابني له وخرب اعز مايملك بيديه، نعم بيدي المجرمتين النجستين (,,,,) يالله ما أقسى التفكير,,!! يالله ما أشد المعاناة,,!! في كل صباح جديد يتجدد الألم، وتتجدد الأحزان، وفي كل زاوية من زوايا البيت أرى ألوان العذاب وأصيح في داخلي صيحات لو أخرجها لأحرقت وهدمت الجدران التي امامي إذا ما انساب الليل على سماء النهار,, وغطاها وبدا ليل الأسرار الذي يبحث عنه العاشقون، ويتغنى به المغنون، وينادمه الساهرون,.
انا ابكي الف مرة، واتحسر الف مرة لأنني حي وأعيش إلى الآن,, أريد أن أموت، ولكن لا استطيع,, ربما لأنني جبان، وربما لأنني لا اريد ان اكرر الخطأ مرتين فلعل الله ان يغفر لي ما جنيت في حياتي الماضية بل في مرارتي الماضية,, كثيرون يتلذذون بالماضي وما فيه، ويحبون الحديث عنه إلا أنا,, أتعلمون لماذا,,؟؟ لا أريد أن أخبركم لأنني أخاف أن (,,,) وتدعون علي أكثر من دعواتي و (,,,,) على نفسي ويكون فيكم صالح تجاب دعوته فيعاقبني الله بدعوته و (,,,) ب(,,,)، اعذروني علىكلماتي المترنحة غير المرتبة لأنني مصاب واي مصيبة,,!! وليتها كانت مصيبة بل اثنتين بل ثلاث بل أكثر بل أكثر,,,,!!!! أنا من باع كل شيء وحصل على لاشيء,,!!
ووالله لم أذكر قصتي لكم إلا لأنني احذركم,, احذر من يعز عليكم من ان يقع في مثل ماوقعت به,,, لا ادري أكمل القصة أم اتوقف,,,!!! والله إن القلم ليستحي مما اريد ان اكتب واصبعي يردني الف مرة ويريد ان يمنعني ولكن ساكتب قصتي لعل الله ان يكتب لي حسنة بها او حسنتين القى بها وجهه يوم القيامة مع (,,,,) ولا تلوموني فاسمعوا قصتي واحكموا واتعظوا واعتبروا قبل ان يفوت الاوان.
عزيزتي الجزيرة:
ما سبق من اسطر كانت بداية لقصة مؤثرة وقعت بين يدي تتكون من 3 ورقات من الحجم A4 (210X297MM)عن داء خطير يهدد العالم بأسره، واعتقد ان العالم لم يجتمع على محاربة امر كما اجتمع على محاربة هذا الداء,,, وبغض النظر عن مصدر القصة ومقدار صحتها,, وقبل اي تعليق عليها اقول لكم ان هذه مأساة واحدة من مآس لا حصر لها ولا عدد، تخلفها المخدرات بمن يتعاطاها ويقارفها.
وقد تعهدت عدم نشر القصة لانها مؤلمة اشد الالم ومحزنة حزناً مابعده حزن ,, فيالها من هزيمة عندما يفقد المرء عقله وينقاد خلف تلك السموم الفتاكة ليعيش حياة بهيمية خالية من السعادة خالية من الراحة خالية من الاطمئنان خالية من الاستقرار فلنأخذ العبرة مما نسمع ونقرأ من قصص فقد تفيد القصة اكثر من اي نوع آخر من المواعظ,, ونحن امام قصة من تلك القصص المأساوية التي تعكس مايؤول اليه متعاطو المخدرات فما الفوائد والدروس التي نستنبطها؟!, إن الفوائد والدروس كثيرة قد لايمكن حصرها ولكن ذلك لايمنعنا من ذكر بعضها:
1 من اشد اسباب الانحراف واخطرها اصدقاء السوء وجلساء الشر حتى وان كان منطوقهم احلى من العسل ومعاملتهم كذلك لان تاثيرهم على مجالسهم خطير وسريع وفعال,, فلنعرف اي صديق نتخذ ولنختار الجليس الصالح الذي نجالس,, ومن يقرأ الحديث المتفق عليه: إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما ان يحذيك، وإما ان تبتاع منه، وإما ان تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير، إما ان يحرق ثيابك، وإما ان تجد منه ريحا منتنة اقول من يقرأ هذا الحديث يعرف حقيقة كل صديق وما سيتبعه من اثار وقد قيل: اخبرني من صديقك اخبرك من انت ، وجاء في حديث اخر قوله صلى الله عليه وسلم : المرء علىدين خليله، فلينظر احدكم من يخالل .
2 اهمال بعض اولياء الامور الابناء وذلك بعدم متابعتهم والسؤال عنهم وعن اصدقائهم واين يذهبون,,؟؟ وكيف يقضون اوقاتهم,,؟؟!! والبحث عن الاسباب في الكثير من التصرفات الجديدة وبخاصة الغريبة وهذا لن يحصل إلا من ولي يكثر الجلوس مع ابنائه ويحادثهم,, إلا ان الكثير من اولياء الامور يحسبون ان التربية في توفير مايحتاجه الابناء فقط من ملبس ومسكن وماكل ومشرب,,!! وهذا مايجعل الكثير من الاحداث ينحرفون لفقد الرقيب والحسيب.
3 ان المخدرات من اخطر السموم التي تهدد الاسر والمجتمعات بالتفكك والتشرد والانحلال وذلك لانها تذهب اعز ما يملكه الإنسان وما يميزه عن البهائم والحيوان,, انها تذهب العقل وتفسد التفكير، فهي تقضي على الكثير من خلايا المخ مما يجعل متعاطي المخدرات محدود الافق والتفكير ان لم تقضي على العقل نهائيا فيصبح في عداد المجانين.
4 إن المخدرات تجعل متعاطيها متبلد الإحساس لايميز بين الضار والنافع، ولابين الجميل والقبيح,.
5 ان المخدرات بوابة للفساد وطريق إلى الاخلال بالامن,, فهي تفني ما حفظه الإسلام للإنسان: الدم، العرض ، المال ومن عنده اقل القليل من الاطلاع يرى ذلك عيانا بيانا:
فأما المال فالمخدرات نار الحطمة لاتبقي ولاتذر من مال مدمنها بل تجره إلى الاستدانة، و إلى السرقة وإلى,.
وأما العرض فما خفي اعظم مما نسمع ونعرف والقصة الآنفة الذكر شاهد على ذلك وغيرها كثير، يسيل الدم بدل الدمع، ويؤلم القلب، ويلهب العقل,,أما الدم فنسمع عن جرائم القتل هنا وهناك وكثيرا مايكون السبب كون الجاني في حالة سكر، وآخر ماقرأت خبر في إحدى الصحف عن شاب يقتل أمه البالغة من العمر 55 سنة واخاه الصغير البالغ من العمر 6 سنوات واخته البالغة من العمر 25 في وقت كان ابوه يرفع الاذان,,!! نفذ ذلك الشاب جريمته بعدما سول له الشيطان وزينها له، وكان الشاب يمر بضائقة مالية لينفق على تعاطي المخدرات وكانت اسرته تنهاه وهو يهدد بتنفيذ الجريمة فاعماه الشيطان ونفذ جريمته مع اقرب المقربين إليه امه واخته واخوه,, فهل يعي مدمنو المخدرات ومتعاطوها هذا الدرس فيتعظوا بغيرهم قبل ان يتعظ بهم غيرهم,,,؟؟؟!!!
اللهم احفظنا من هذه السموم وطهر بلادنا وبلاد المسلمين منها وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه.
عبدالمحسن بن سليمان المنيع الزلفي
|
