| تقارير
* نيويورك تي نجوين د,ب,أ
يعتبر مقر الأمم المتحدة العالمي في نيويورك، والذي يستضيف اجتماع أكثر من 130 رئيساً ورئيس وزراء الشهر القادم، بمثابة مصيدة حريق حيث لا يفي بالعديد من معايير الأمان ومتطلباته.
فالمقر الدولي الشاسع والمواد التي استخدمت في إنشائه في الفترة ما بين عامي 1949 و1952 قديمة للغاية حتى إن عمليات الإصلاح والصيانة التي أجريت على مدى السنوات قد فشلت في الوفاء بالمطالب المتزايدة التي تلقى على عاتق مقر المنظمة الدولية من قبل أعضائها.
فمن المقرر أن يعقد رؤساء الدول والحكومات وأولياء ووليات العهد اجتماع قمة الألفية للجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة من 6/8 سبتمبر المقبل في إطار محاولة بعث الحياة في المنظمة الدولية التي بدأت الشيخوخة تدب في أوصالها, وسيشهد هذا الاجتماع الأضخم في التاريخ بين زعماء العالم الظهور الأخير للرئيس الأمريكي بيل كلينتون في الأمم المتحدة قبل تركه المنصب، كما سيحضره فلاديمير بوتين رئيس روسيا والرئيس الصيني جيانج زيمين والفرنسي جاك شيراك وعدد ضخم من كبار الشخصيات العالمية.
لقد انتصف العمر بالفعل بالمنظمة الدولية، التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية، وبمقرها، وغدا إجراء إصلاحات واسعة ومكلفة وعمليات استبدال وتوسيع أمر لا مفر منه.
وأظهرت دراسة استغرقت عامين أن مقر المنظمة الدولية لم يعد يتفق ومعايير الأمان ضد الحريق لافتقاره لوجود أنظمة ذات صمامات تتفتح أوتوماتيكيا لاطفاء الحرائق ونظام إنذار مركزي في حالة اشتعال نيران فضلا عن منافذ خروج طوارىء مناسبة, ولا توجد حوائط للحريق أو الدخان بين المباني ولا نظام فعال لتهوية المبنى.
وأثبتت الدراسة أن المعدات القديمة بالمبنى غدت لا تفي بمتطلبات الأمان ولا تعمل بالطاقة المناسبة, إذ يفتقر المبنى إلى وجود أنظمة تدفئة وتبريد أوتوماتيكية ومراوح تهوية وأنظمة تبريد مركزية بالإضافة إلى عدم كفاية الإضاءة في المبنى.
وأوضح التقرير أن أعمال الصيانة والاصلاحات قد فشلت في تحسين أداء محركات ومراوح التهوية التي مضى عليها 40 عاما، وتسببت أنابيب المياه المتآكلة في حدوث تسرب كميات كبيرة من المياه بينما نشعت أسقف المباني بالمياه وباتت الكابلات والأسلاك الكهربائية بالية.
غير أن هذه المشكلات قائمة على مدى سنوات ومعروفة من جانب إدارة المبنى وآلاف العاملين به, وقدمت شكاوى لتحسين ظروف العمل في المبنى وجعل الأمم المتحدة أكثر التزاما باللوائح في مدينة نيويورك.
غير أن مقر الأمم المتحدة المقام على مساحة 17 فداناً بمانهاتن بجوار إيست ريفر، يعد منشأة مقامة على أرض دولية وعلى ذلك لم تطبق عليها لوائح الإنشاء وظروف العمل الأمريكية.
وقدم جوزيف كونور مسؤول الإدارة بالأمم المتحدة خطة شاملة للجمعية العامة للأمم المتحدة لتقوم ببحثها، حيث تقدر تكلفتها بمليار دولار تقريبا في فترة تستغرق ست سنوات لإعادة بناء المقر.
وإذا حظيت الخطة بالموافقة فإن إعادة بناء مقر المنظمة الدولية في نيويورك ستبدأ في عام 2003 وستتطلب أن يعمل ثلث موظفي الأمم المتحدة وعددهم 4,700 موظف في مبان خارج المقر, وتشير التقديرات إلى أن إيجار هذه المباني سيتكلف مئات الملايين من الدولارات.
وعلى ذلك تفضل جهات كثيرة الخطة التي تستغرق ست سنوات لأن تعطل الأعمال والازعاج الذي سيتعرض له العاملون في المنظمة الدولية سيكون أكثر احتمالا وستكون تكاليف الإنشاء بالإضافة إلى عوامل أخرى أقل عما إذا استمرت عمليات الإنشاء لفترات أطول.
وقال كونور إنه إذا رفضت الخطة وصدرت أوامر بإجراء إصلاحات عاجلة كبرى فإن التكلفة ستفوق المليار دولار.
وتدعو خطة كونور إلى إضافة عشرة طوابق أخرى إلى المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 40 طابقا بتكلفة 245 مليون دولار، وإضافة ملحقات جديدة لمكتبة الأمم المتحدة, وسيتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تشارك تكاليف الإنشاء مثلها في ذلك مثل كافة النفقات الأخرى للمنظمة الدولية.
ويذكر أنه عندما استكمل بناء مقر المنظمة الدولية في عام 1952م كان مصمما ل70 عضواً في الأمم المتحدة, واليوم غدت المنظمة الدولية تضم 189 بلداً عضوا بها.
وكانت عائلة روكفلر قد تبرعت بالأرض التي أقيم عليها مقر الأمم المتحدة بالإضافة إلى تبرع جون دي روكفلر ب8,5 ملايين دولار لإنشاء مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك, غير ان التبرعات المالية انهالت بعد البدء في إنشاء المبنى في عام 1949م.
ولم تطرأ إلا تغييرات محدودة على المبنى الأصلي فيما عدا بناء كافتيريا جديدة أكبر للعاملين وبناء المكتبة, وقبل نحو خمس سنوات حدث تسرب في سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة وانهارت أجزاء منه أثناء هبوب عاصفة.
وبجانب حاجة الأمم المتحدة إلى توافر بعض الحماية من ظروف الطقس السيىء يلزم المنظمة الدولية أيضا إقامة قاعات جديدة للاجتماعات وتعديل المساحات المفتوحة وإجراء تحسينات على المعدات بما يتفق واللوائح المعمول بها في مدينة نيويورك.
|
|
|
|
|