|
| القرية الالكترونية
* بروكسل أ,ف,ب
تتوالى معركة سعر الكتاب في الاتحاد الاوروبي فصولا، بين بعض المكتبات المتساهلة على شبكة الانترنت، بدعم من المفوضية الاوروبية، وبين الناشرين الحريصين على التنوع الثقافي والمدافعين عن القوانين المرعية الاجراء في هذا المجال.
وعمليات التفتيش التي أجرتها المفوضية لدى خمس من دور النشر الألمانية ومنها دار برتلسمان للتحقيق في نزاعها مع شبكة ليبرو النمساوية للمكتبات تعتبر في نظر المراقبين واحدا من الفصول الجديدة.
وقد نشأت هذه القضية عن تخلي ألمانيا والنمسا في الاول من تموز/ يوليو الماضي عن اتفاقهما على السعر الثابت للكتاب الذي توصلت اليه المفوضية الاوروبية بدافع احترام قواعد المنافسة في اطار الاتحاد الاوروبي.
وتمكنت برلين بموجب بنود الاتفاق المعقود في شباط/ فبراير الماضي مع المفوضية، من الاحتفاظ بنظامها لتحديد الاسعار بين دور النشر فيما اعتمدت فيينا في 6 حزيران/ يونيو الماضي قانونا يتعلق بالسعر الموحد.
وتطبق عشر من دول الاتحاد الاوروبي في الوقت الراهن نظام السعر الموحد بموجب قانون النمسا وأسبانيا وفرنسا واليونان ولوكسمبورج وهولندا والبرتغال او بموجب اتفاقات بين أصحاب المهنة الواحدة المانيا والدنمارك وايطاليا واختارت خمس دول حرية تحديد الاسعار بلجيكا وفنلندا وايرلندا والمملكة المتحدة والسويد .
ويؤكد أنصار السعر الثابت وهم كثرة من أصحاب دور النشر انهم يدعمون الابداع الأدبي ويضمنون استمرار المكتبات الصغيرة عبر منع كتب أروع القصص المنتشرة في السوق من حجب المؤلفات الاقل مبيعا لكنها تتمتع بقيمة ثقافية وتراثية للمكتبات على المستهلكين الألمان عبر موقعها على شبكة الانترنت حسومات بقيمة 20 في المائة على الاسعار المعتمدة في ألمانيا.
وبذلك استفادت المكتبة النمساوية من الغموض القانوني الراهن المتعلق بكافة اوجه التجارة الالكترونية في اوروبا.
ويقضي الاتفاق المعقود بين بروكسل وبرلين وفيينا باستمرار دور النشر في تحديد الاسعار في بلدانها انما ليس اسعار الكتب التي تباع خارج الحدود عبر شبكة الانترنت مع استثناء لافت وهو يلزم البائع بألا يستخدم شبكة الانترنت للالتفاف عمدا على نظام الاسعار.
واذا كثرت الحالات الخصامية قانونيا كحالة شبكة ليبرو ، سيتعين على الاتحاد الاوروبي الاسراع في تحديد معنى عبارة الالتفاف عمدا على نظام السعر المحدد.
وفي حالة أخرى تؤكد مكتبة بروكسل البلجيكية على شبكة الانترنت ان البيع في هولندا وفرنسا وقريبا في المانيا انطلاقا من بلجيكا التي تعتمد حرية تحديد الاسعار يشكل مكسبا في نظرها.
وتحقق بروكسيس حتى الآن 38 في المائة من رقم اعمالها في هولندا واذا اعتمدت بلجيكا السعر الموحد فستختار بروكسل بريطانيا نقطة انطلاق لتجارتها.
لذلك فالمنافسة قائمة حاليا بين مؤيدي انتهاك نظام التسعيرة الموحدة وبين انصار التمسك بالسعر الموحد, وبرفعها شكوى على عدد من دور النشر الالمانية تأمل شبكة ليبرو في دفع القضاء الاوروبي الى بت المسألة.
وقال رئيس شبكة ليبرو اندري رتبرغ كنا نتمنى لو ان هذه الشكاوى سلكت طريقها الى محكمة العدل الاوروبية في لوكسمبورج ويمكن ان تؤدي الى استنباط اجتهادات قانونية اذا ما استبعدت تجارة شبكة الانترنت عبر الحدود من نظام تحديد الاسعار .
وفي الجهة المقابلة تدعو دور نشر ولاسيما الفرنسية منها الى اعتماد نظام اوروبي للسعر الموحد وبين هذين التيارين فان وزراء الثقافة في دول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة الذين اجتمعوا في 20 و 21 تموز/ يوليو الماضي في مدينة ليل بشمال فرنسا، اختاروا حتى الان ألا يختاروا أيا منهما.
|
|
|
|
|
