|
| الفنيــة
* لم اشاهد رجلا في حياتي يعمل بإخلاص مع صديقه مثلما كان يعمل خالد ابو منذر مع الفنان الراحل طلال مداح ,,, !!
خالد ابو منذر كان لطلال مداح بمثابة الابن والاخ والصديق ومدير الاعمال والسكرتير وحتى (الممرض) وكان طلال لأبو منذر هو الاب والاخ والصديق وكل شيء في حياته!!
كان خالد يذكر في مجالس اهل الفن في جدة بمجرد ان يذكر اسم طلال مداح!!
وكان خالد لا يأخذ اي مكافأة على ما يقوم به من اعمال لصالح طلال بل مكافأته كانت حب طلال له وثقته التامة فيه!!
كان خالد هو الذي يرتب كل اوراق طلال في السنوات العشر الاخيرة وهو الذي يرتب كل مواعيده حتى انه هو الذي يفكره بمواعيد ادويته اينما كان طلال متواجدا سواء كان في منزله بكيلو 10 او في منزله الثاني بحي الصفا او حتى كان في القاهرة او لندن!!
وكان خالد هو آخر شخص يراه طلال مداح عند مغادرته المملكة الى الخارج وكان اول شخص يراه طلال مداح عند قدومه الى المملكة!!
كان خالد متواجدا مع طلال في كل مناسباته العامة والخاصة سواء داخل المملكة او خارجها بل انه الشخص القريب منه باستمرار رغم ان خالد لا يحب الجلوس وطلال يغني في حفل عام فتجده مرة في الصف الاول ومرة مع مهندسي الصوت ومرة يتحدث مع الايقاعية ومرة مع المصورين ومرة يؤشر لطلال مداح,, و,, و,, و,,, حتى انه في حفل ابها الاخير كان خالد يتنقل كما علمنا في الصالة من مكان الى آخر كان اول شخص يحمل طلال مداح فور سقوطه!!
خالد ابو منذر يملك اكبر مكتبة سمعية للفنان طلال مداح ويملك اكبر ارشيف وملفات صور لطلال مداح سواء قديمة او جديدة حتى ان صور طلال الجديدة لالبوماته الاخيرة والتي وزعت ايضا على جميع الصحف كان خالد هو الذي اخذ طلال الى الاستيديو لكي يتصور وهو الذي قام بايصالها لكل الصحف ويملك خالد ايضا مكتبة كبيرة من اشرطة الفيديو الخاصة بجميع حفلات طلال وكافة رحلاته وكان آخر شريط فيديو انضم لتلك المكتبة هو الشريط الخاص بتصوير البروفة الاخيرة لاغاني طلال قبل حفلته الاخيرة والتي كان يعودها ويرافق فيها الفنان عبادي الجوهر ولكن ابو منذر الذي اضاف ذلك الشريط الى المكتبة رفض ان يضيف اليها شريط سقوط طلال على مسرح المفتاحة لانه يتألم من مشاهدة تلك اللحظة!!
وعندما سقط طلال على المسرح لم يكن امامي الا جوال ابو منذر لكي اطمئن على الوضع رغم أني ادرك ان ذلك الجوال لن يكون في الخدمة حيث كان بعد الساعتين الأوليين من السقوط المؤلم مشغولا باستمرار فالكل لكي يطمئنوا على طلال كان امامهم خالد ابو منذر فقط!!
حتى وفاة طلال لم اتأكد منها وانا في جدة الا بعد ان هاتفت زميلا آخر في ابها واخبرني بأنه شاهد ابو منذر يبكي بحرقة بالقرب من غرفة العناية المركزة بمستشفى ابها الخاص فأدركت بأن طلال قد رحل وبقيت دموع خالد!!
خالد ابو منذر ومنذ رحيل صديقه طلال لم يعد الى منزله بل استأجر غرفة في احد فنادق جدة لا يغادرها الا في لحظات العزاء ولا يعود اليها الا بعد انتهاء العزاء وكان طيلة ساعات العزاء يقف مع ابناء الراحل ليتلقى العزاء في الفقيد!!
في جيب خالد القلم والسبحة والشيك وفي شنطة سيارته العود وكلما نظر الى تلك الاغراض بكى,, فالقلم هو القلم الاخير الذي كان في جيب طلال لحظة سقوطه والسبحة كانت هي السبحة التي مع طلال لحظة دخوله المسرح والشيك هو شيك تلك الحفلة الذي لم يصرف بعد والعود هو العود الذي غنى معه طلال آخر مقطع!!
خالد وفي آخر اتصال معه امس لم يستطع ان يتمالك نفسه وبكى عندما ذكرته بطلال ايضا وكان قبلها قد قال (سأسافر قليلا الاسبوع القادم فأنا لا استطيع الان ان اتنقل في شوارع جدة فكل شيء فيها يذكرني بطلال,, عمائرها,, محلاتها ,, مطاعمها حتى الكورنيش الذي كان طلال يعشقه ليلا وكنت اصطحبه اليه بين الفترة والاخرى وكلما شعر ببعض الهموم ,,, !!
وبقي ان اقول ان خالد ابو منذر قد تعلم من طلال خلال السنوات العشر الاخيرة كل شيء حتى ان قلبه شفاف كشافية قلب صديقه,.
ولا نقول لخالد الان سوى شد حيلك فالفقيد فقيدنا جميعا والمصاب مصابنا جميعا والالم ألمنا جميعا وبتواجدك معنا سنتذكر طلال دائما وسيظل طلال هرما كما كان ,,, !!
صلاح مخارش
|
|
|
|
|
