| المجتمـع
*الدمام تركي القحطاني:
عندما يصبح الخيال حقيقة وواقعا ملموسا فهذا قد يكون شيئا طبيعيا ولكن عندما يبدو الامر مختلفا تماما في مضمونه وما يحتويه وفي صداه ومدى تأثيره.
فهنا يكمن سر المسألة ,, فعند وصول التلفون الى منزل احد منا فهذا شيء طبيعي لا خلاف عليه ولا خيال ولا استطراد حلم ليكون حقيقة ولكن عندما يكون الامر في قرى وعرة التضاريس يقطنها كبار سن مخضرمون عاشوا وترعرعوا فيها قبل توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز يرحمه الله وترى في وجوههم ملامح السنين وتعب الحياة ومشقتها استمتعوا بلذة العيش بين جبالها ترى الشخص منهم لا يهدأ له بال ولا يطمئن له قلب ولا يستقر له حال الا في حرث مزارعه وبناء جدرانها, والاجتماع مع الجيران والاصحاب من اهل القرية بشكل يومي بدون قنوات اتصال انجبوا اولادا شملهم التعليم كما شمل غيرهم وبدأوا يساهمون في عملية التنمية التي مرت بها بلادنا فاضطروا الى الذهاب بعيدا عن آبائهم وأهاليهم اما لاكمال الدراسة او الوظيفة ولم يبق مع هؤلاء الشياب والعجائز الا ابناؤهم الصغار الذين يدرسون في مراحل التعليم العام حيث ان الدولة اعزها الله وفرته لهم وهنا بدأ الانقطاع في الاتصال بين الآباء وابنائهم في هذه الفترة ولم يكن احد يفكر او يخطر في باله فكرة امكانية وصول الهاتف الى هذه القرى التي تدعى قرى وادي خضار عبيدة التابعة لمنطقة عسير لوعورة التضاريس فيها حيث انها محاطة بجبال من جميع الجهات فكانوا يعدونه ضربا من ضروب الخيال كذلك بسبب بُعد هذه القرى عن مركز المنطقة ولكن ما الذي حدث,, بعد مراجعة ومطالبة عدد من كبار السن وابنائهم شركة الاتصالات السعودية بايصال الهاتف الى قراهم تحول الخيال إلى حقيقة وواقع ملموس, وبالفعل تم ايصال التليفون إلى كل منزل من منازل هذه القرى فيا له من مشهد وانت تلاحظ فرحة كبار السن التي بدت على وجوههم.
|
|
|
|
|