| مقـالات
كلما حل فصل الصيف بقيظه وسمومه تجدد الحديث عن السفر والسياحة واخذت بعض الاسر التي انعم الله عليها بفيض من المادة تخطط ان لم يكن قد فعلت ذلك قبل بعض الوقت للقيام برحلات اصطياف لتغيير نمط حياتها وتجديد الراكد منها لعل ذلك يوفر اجواء اكثر تعاطفا وألفة خروجا من السأم والرتابة.
ولعل السياحة الداخلية اصبحت اكثر الحاحا لاسيما وان زيارة الاماكن المقدسة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عادة ماتكون من ضمن ذلك البرنامج كما ان مدينتي جدة والمدينة المنورة استعدتا لصيف هذا العام بالمهرجانات التسويقية والترفيهية وهي خطوة ذكية لاستقطاب نصيب الاسد من المصطافين الذين عادة ما يتجهون في مثل هذه الاوقات الى اماكن اخرى مثل الطائف وابها ذات المناخ الذي يغري بقضاء فصل صيفي ممتع ما بين تلك الجبال والاودية الخضراء والوجوه المألوفة دون التعرض للمضايقات وعصابات الاستغلال والنصب التي تنتظر مثل هذا الموسم كل عام بأنواع مبتكرة من الاجتذاب والايقاع في حبائلها مستخدمة شتى الوسائل بما في ذلك جعل بعض المغتربين العرب واجهة لكسب البسطاء من الناس وقد فطنت دولتنا الى تلك الوسائل للايقاع ببعض السذج من المواطنين وارهاق ميزانياتهم بالمصروفات الباهظة ولأنها لا تتدخل في الحريات الفردية فقد عمدت الى التنبيه الى اضرار تلك الرحلات المتكررة الى الخارج والاستعاضة عنها بالسياحة الداخلية وقد نجحت الى حد كبير في تخفيف الزحام على الرحلات الخارجية وبدأنا نرى اسراب العربات تتجه برا الى المصايف الداخلية محملة بالكثير من الاسر الى جانب بعض اسر مواطني دول الخليج الذين يرتاحون في ربوعنا نظرا للمناظر الخلابة في بلادنا وتقارب العادات والتقاليد، فكانت لجنة التنشيط السياحي في ابها اكثر نشاطا من مثيلاتها في المصايف الاخرى ماعدا الطائف وان لم تستطع ان توفر التكلفة الاقل لاسيما بالنسبة لاماكن الاقامة التي مازالت مرتفعة الاجور مما يستدعي التدخل لكسر شوكة الاستغلال وتحديد مناطق معينة بأجور مخفضة تساهم فيها شركات السياحة المحلية المدعوة لدعم برامج السياحة الداخلية لا الخارجية كما تفعل الآن بعض مكاتب ووكالات الطيران بتحريض من شركات الطيران، كما يقتضي الاسراع في تخريج دفعات من طلبة كلية الأمير سلطان للسياحة والفندقة التي سوف تساهم في توفير كفاءات تستطيع ان تغطي النقص الحاصل في بعض نواحي السياحة الداخلية مثل الرحلات الترفيهية وزيارة الاماكن الاثرية التي تحتاج الى الاهتمام بها وابعاد الاهمال عنها حتى لا تطالها يد العبث والضرر خاصة المساجد التاريخية في بعض المناطق كالطائف التي جرى الاعتداء عليها من فئة العابثين قبل بعض الوقت ووضعها تحت الحراسة.
للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|