| فنون تشكيلية
أعلنت جمعية الثقافة والفنون قبل أيام عن تشكيل لجنة استشارية للفنون التشكيلية كغيرها من اللجان الفنية التي بدأت تشكلها الجمعية مؤخراً, وبلغ عدد أعضاء اللجنة التشكيلية 25 عضواً من مختلف مناطق المملكة والغالبية من نصيب المركز الرئيسي بالرياض إذ بلغ عددهم 19 عضواً,.
هذه اللجنة تعد خطوة رائعة وهامة في حالة تفعليها والاستفادة مما يتم القيام به من قبل أعضائها,, إلا ان الواقع الذي أعرفه كوني احد أعضاء تلك اللجنة ومن أوائل أعضائها حينما تكونت من ثلاثة فنانين هم الدكتور محمد الرصيف والفنان على الرزيزاء ومحدثكم بالإضافة للفنان سمير الدهام كمقرر للجنة ومشاركة الفنان فهد الربيق رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية بالرياض ,, ورغم قلة العدد ومطالبتنا بضم أسماء أخرى إلا أن الأمر لم يكن أكثر من فقاعة صابون إعلامية تعودناها من الجمعية لإعطاء فكرة للآخرين بأن هناك نشاطا تشكيليا يضم أسماء لها دورها الفاعل, والعجيب في الأمر ان اللجنة في عددها القليل المبدئي لم تكن تجتمع إلا خلال فترات متباعدة حاول المشاركون فيها تقديم ما يمكن تقديمه وقد بذل الدكتور الرصيص جهداً كبيراً في بلورة ما نتج عن الاجتماعات ورغم ذلك لم يحدث اي جديد سوى تكثيف العدد الذي اصبح أربعة أضعاف الأسماء السابقة فكيف بهؤلاء أن يقدموا أو أن يعقدوا اجتماعات لم يستطع القيام بها ثلاثة أعضاء في ظل البيروقراطية الادارية في الجمعية حتى اصبحت الفجوة بين الاجتماع والآخر ما يزيد على ثلاثة وأربعة أشهر أو تزيد مما أشعر المجموعة بالإحباط,, وأشعرني شخصياً بان الامر لا يتعدى حدود الخبر المعلن أما غير ذلك فليس هناك حاجة.
لقد جاءت إضافة أسماء بهذا الحجم في اللجنة مفاجئة للمرشحين الجدد ممن لم يستأذنوا أو يطالبوا أوحتى يستشاروا مما كان لتلك المفاجأة وإعلانها صحفياً من ردود فعل كبيرة دفعتهم للاتصال بالصفحة البعض منهم مستاء والآخر مستغرب والبقية رافضون لمثل هذا التصرف.
وهنا يمكن لنا طرح السؤال ,, لماذا هذا الفعل ولماذا تسعى الجمعية للأسلوب الدعائي قولاً أكثر منه فعلا ولماذا تصبح مثل هذه الأخبار عن الفن التشكيلي وعن برامجه التي تعلن ولا تنفذ مظلة وساترا يتقي به المسؤولون في الجمعية كشف الاخفاقات التي يتعرض لها هذا الفن منذ أن أخذت اللجان في التعاقب من شخص لآخر نتيجة لأخطاء لم يقبلها الصادقون ممن رأسوا اللجنة الرئيسية أو مثيلتها في جدة علما بأن واقع التسلسل الإداري مفقود تماما إذ نجد ان لا مرجع مباشراً لرؤساء اللجان التشكيلية الموزعة في فروع الجمعية ولهذا أصبحت الطاسة ضايعة كما يقول المثل.
لقد وضع ذلك الإعلان كل المرشحين في موقف الحرج خصوصاً من سبق له تجربة التعامل مع إدارة الجمعية وفضلوا حفظ ماء الوجه والابتعاد عن أي مساهمة معها حتى لا يصبح ضمن دائرة وعلامة الاستفهام والتساؤل من قبل كل الفنانين التشكيليين في محيط لجنته فكيف إذا كان عضوا في لجنة استشارية تعني الكثير للفنانين على مستوى المملكة والسعي للتطوير والدعم عبر وضع الخطط والمقترحات التنظيمية لمسيرة هذا الفن في الوقت الذي يفتقد فيه وجود جمعية فنون تشكيلية مستقلة.
* قد يتوقع من وضع تلك الأسماء ورشحها دون علم أصحابها ورأيهم ستجد إيجابية وقبولاً متناسياً ان غالبيتهم من الفنانين الفاعلين والمؤثرين في الفن التشكيلي حريصين على فنهم أولاً والجمعية ثانياً وعلى أسمائهم ثالثاً والتي حفروها بجهودهم في تاريخ ثقافة الوطن دون سعي لمنصب او موقع او برواز إعلامي .
* نحن بالفعل في حاجة لوجود لجنة استشارية ولكن قبل ذلك في حاجة اكثر الحاحاً لمعرفة دور الجمعية في خدمة الفن التشكيلي غير ما تعودناه من إقامة معارض أصبح بإمكان أي فنان تنظيمها وإجازتها رسمياً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولعدد من الفنانين والأمثلة كثيرة كما ان بإمكان جهات أخرى ان تقدم مثل هذه الفعاليات والأمثلة أيضاً كثيرة ولكن ما نحن بصدده وما نطمح فيه لم تستطع ولن تستطيع الجمعية القيام به لبعدها عن واقع هذا الفن ورغبة فنانيه او ان تقوم بما يقوم به جمعيات الفنون التشكيلية في الدول الشقيقة ومن المؤسف ان اللجان الحالية لم تؤد دورها او ان تقرب المفهوم والرغبة وبقى رؤساؤها في حدود العمل الإداري القاصر والمقصر ولم يتعد ذلك الدور حدود ما رسم لها وهو الإعلان عن إقامة معارض شخصية وجماعية بلغت أكثر من اثنين وخمسين فعالية تشكيلية لم نر منها ما يعادل الربع, لهذا فإن في وجود الفن التشكيلي على هذا الوضع ما يجعل إيجاد الحلول لإصلاح وضعه كبيرة وصعبة حتى ولو شكلت لها لجان استشارية.
|
|
|
|
|