| العالم اليوم
تتناثر الاقتراحات والخطط التي يزعم من يقدمونها أنهم يسهمون بذلك في ايجاد حلٍّ لقضية القدس الشرقية المدينة العربية الفلسطينية الاسلامية التي احتلتها اسرائيل عام 1967م والتي تخضع مثل غيرها من الاراضي الفلسطينية المحتلة الى ما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 والذي ينص على وجوب انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة, ولذا فإن السماح لاسرائيل بالاستفادة من عدوانها عام 1967م ومنحها ميزةً لقاء هذا العدوان باقتسام السيطرة على القدس الشرقية يُعَدُّ تشجيعاً للعدوان ودفعاً للآخرين ليحذو حذوها, كما ان الذين يطرحون اقتراحات تقاسم اسرائيل السيطرة على القدس الشرقية مع الفلسطينيين، يتجاهلون أنه حتى القدس الغربية التي استولت عليها اسرائيل بعد قرار التقسيم تُعَدُّ أرضاً مغتصبة لأن قرار التقسيم الدولي الذي منح اليهود نصف ارض الفلسطينيين قد أخرج منطقة القدس من خريطة التقسيم، واستيلاء اليهود على غرب القدس يُعَدُّ إخلالاً بقرار التقسيم الذي يُعَدُّ أساس إقامة الكيان الاسرائيلي، ولذا فإن الذين يقدمون اقتراحات تسمح لليهود بالتمدد الى شرق القدس، بل ومنحهم السيطرة الادارية والمشاركة في السيطرة السياسية، لا يشجعون العدوان فحسب، بل أيضاً يخرقون القرارات الدولية ويتجاهلون التاريخ والجغرافية، بل وينتهكون المعتقدات الدينية كما يظهر بوضوح آخر الاقتراحات التي قدمت من رئيس دولة اسلامية والذي اقترح منح اسرائيل السيطرة على الشئون الادارية في القدس بينما يتقاسم الفلسطينيون والاسرائيليون بالاضافة الى اربع دول شرق أوسطية والامم المتحدة، السيطرة السياسية على المدينة المقدسة.
هذا الاقتراح الذي قدمه رئيس اندونيسيا في اجتماعه يوم الاثنين الماضي مع رئيس وزراء اسرائيل الأسبق شيمون بيريس يتضمن اقتسام فلسطين وإسرائيل ومصر والأردن وسوريا ولبنان والأمم المتحدة السيادة السياسية على القدس الشرقية!!
ويذكّرنا هذا الاقتراح بما كان يقدمه الأمريكيون والاسرائيليون في كامب ديفيد، اولئك الذين كانوا يهدفون الى تشتيت الحق الفلسطيني المؤكد في القدس الشرقية، في حين أبعدوا القدس الغربية عن أي نقاش، والغريب أن يصدر اقتراح من رئيس دولة إسلامية مشابهاً للاقتراحات الاسرائيلية التي تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي والحقوق الإسلامية والفلسطينية وتكافئ المعتدين,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|