| تحقيقات
* الرياض عذراء الحسيني
قامت مصلحة الارصاد الجوية وحماية البيئة بوضع برنامج لدراسة مدى استجابة مناخ المملكة للمتغيرات المناخية والذي يتيح للباحثين معرفة النتائج البيئية والاجتماعية للمتغيرات المناخية وتتطرق هذه الدراسة الى المتغيرات المناخية الطويلة الاجل عندما يصل تركيز غازات الانحباس الحراري للضعف والتي تأخذ آثارها بالظهور تدريجيا خلال العقود الثلاثة القادمة والبرنامج تحت اشراف د, نزار بن ابراهيم توفيق وتنفيذ كل من د, سعد محمد محلفي ود, ت, ن, كرشنا مورتي.
وتهدف الدراسة الى تحديد التغيرات في أنظمة الطقس على المملكة عند ارتفاع تركيز غازات الانحباس الحراري الى الضعف ومعرفة ما سيؤدي اليه ذلك على العناصر المناخية من خلال اسئلة منها:
هل يؤدي ذلك بمشيئة الله الى زيادة او قلة الامطار على المملكة وتوزيعها الجغرافي؟ وما مدى ارتفاع درجة الحرارة على مناطق المملكة وتأثيرها على عناصر الرطوبة والرياح ومصادر التيارات الهوائية؟
وما مدى استجابة الظواهر العنيفة والحادة مثل العواصف القوية والفيضانات والاعاصير على المملكة للمتغيرات المناخية؟
تأثير التغير المناخي
كما تهدف الدراسة الى الاستفادة من هذه النتائج لتحليل مدى تأثير التغير المناخي على المملكة من النواحي البيئية والاجتماعية وكيفية التكيف مع المتغيرات المناخية.
كما ان هذه الدراسة تعتمد على استخدام النماذج العددية المتطورة والتي تحتوي على العوامل الفيزيائية للغلاف الجوي واليابسة والمسطحات المائية وكذلك الغطاء النباتي والانبعاث وتوازن الاشعاع وخلافه من العوامل الديناميكية الاخرى التي تتطلب استخدام حاسب آلي متطور )Super Computer( وذلك بالتعاون مع معمل التوقعات العددية بجامعة ولاية فلوريدا الامريكية )FSU - nwp lab( وباستخدام السوبر كمبيوتر الخاص ب)NASA( ومن خلال (الجزيرة) نعرض اليوم تحليلا لبعض النتائج الاولية لاهم المتغيرات على المملكة والدول المجاورة من خلال هذه الدراسة خلال فصل الصيف عندما يصل تركيز الانحباس الحراري الى الضعف: حيث اكدت الدراسة ان هناك تغيرا في أنظمة الطقس الصيفية مما يؤدي الى زيادة في هطول الامطار على جنوب غرب الجزيرة العربية والمناطق المحاذية لوسط وجنوب البحر الاحمر.
وابدت النتائج الاولية تغيرا هاما في تحرك التيارات الموسمية فوق بحر العرب )Monsoon Flow( والتي يتحول جزء منها باتجاه المناطق الاستوائية بافريقيا والقرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر بخلاف الوضع الحالي الذي تتجه فيه التيارات بكاملها الى شبه القارة الهندية مما سيؤدي الى هطول امطار موسمية على المناطق الاستوائية في افريقيا والقرن الافريقي والسودان وجنوب غرب المملكة العربية السعودية واليمن تمتد مع تحرك الفاصل شبه المداري لتشمل المناطق المطلة على وسط البحر الاحمر والمنطقة الغربية للمملكة وجنوب جمهورية مصر العربية, وتشير الدلائل الى حدوث وضعيات ساينوبتيكية تهيىء لامتداد السحب الى بعض المناطق الداخلية باتجاه منطقة المدينة المنورة والجزء الجنوبي للاجزاء الشمالية الغربية وخصوصا في اواخر فصل الصيف.
تأثير تغير المناخ
على درجات الحرارة
واتضح من التحليل الاولي للنتائج في فصل الصيف ان الارتفاع في درجة الحرارة سيتركز على المناطق القطبية ومناطق العروض الوسطى الا ان منطقة الارتفاع في درجة حرارة الجو في سيبريا ووسط آسيا ستمتد الى النصف الشمالي للجزيرة العربية والى شمال افريقيا بمعدل 1 2 درجة مئوية في حين يكون الارتفاع في درجة حرارة سطح الارض يمتد من جنوب الصحراء الكبرى الى المنطقة الغربية ويمتد باتجاه المناطق الداخلية بمعدل درجتين مئويتين الا ان هذا الارتفاع في درجة الحرارة سيصاحبه زيادة في معدل بخار الماء على المنطقة بوجه عام.
ويتضح انه سيؤثر على المملكة بموجات من الحر خلال فصل الصيف )Heat Wave( تؤثر على منطقة الخليج العربي وسواحل البحر الاحمر ومما يزيد في الاحساس بتأثير الموجات الحرارية هو زيادة بخار الماء.
الظواهر الجوية الحادة
ونتيجة لهذه الوضعية ستتطور بمشيئة الله على المنطقة الجنوبية الغربية للمملكة والمناطق الساحلية في فصل الصيف عواصف رعدية قوية وما يصاحب هذا النوع من السحب من رياح هابطة وعواصف وتزايد للهطول المصحوب بالبرد خصوصا على المرتفعات كما ان تداخل الرياح الموسمية مع التأثيرات المحلية مثل نسيم البحر على المناطق الساحلية سيزيد من نشاط الرياح السطحية اثناء النهار وبالتالي إثارة الاتربة وتدني مدى الرؤية الافقية على المنطقة الساحلية للبحر الاحمر.
والعمل جار على استكمال الدراسة وتحليل النتائج لتشمل الفصول الاخرى بالاضافة الى آثار تداخل التغير المناخي مع ارتفاع درجة الحرارة للمحيطات على مناخ المملكة.
|
|
|
|
|