ولاتزال الكلمات ياشفيقة حائرة على الشفاه والحروف خجلى في بطون الأقلام,,.
فأنتِ من كانت تقول كل الكلمات,.
وترسم جميع الحروف,.
فأين مني كلماتك ورسمك؟
حتى حين أتيتك بفزعي وألمي كانت يدك تربت على كتفي,,؟! ولسانكِ يهدئ روعي فجعلت أستمد منكِ القوة,,! وكان الأحرى أن أمدك بها,,؟!
وحين بحثت عن كلماتي التائهة وجدتها في عينيك ينبعث إشعاعها برغم الذهول الذي مازال يزاحمها,,!
فليس سهلاً أن تفقد الأم صغيرها,,! لكن امرأة كأنتِ أعلم أنها بدأت تتجاوز محنتها برغم اللوعة وبرغم ذكرياته التي تتناثر في كل مكان حتى في ملامح شقيقاته,,! وإلحاح شقيقه الصغير في البحث عنه,.
وبرغم هذا الذهول الذي أراه وكأنك تنتظرين أن تفيقي من كابوس مرير,,!
وبرغم قلب الأم الذي يخفق بين أضلعك ومع كل هذا المصاب تظلين شفيقة التي أعرفها وتعرفها كل الزميلات بإيمانها بالله تعالى ثم بصبرها ورضاها واحتسابها,, ونظل نحن معك يا أُخيتي بقلوبنا ودعواتنا وحتى دموعنا,,! وليتها تفيد,,!
فلو كان الغائب عن دنيانا يا شفيقة يعود لكنا قبلك سكبناها أنهراً وبحاراً.
فمن منا لم يُصب بالفقد,,؟
من منا لم تُلهبه آهات الحزن؟
كلنا اكتوينا,.
لكنها الأم تظل هي الفاقد الأكبر,.
ويظل هو أمانة بين يديك,, عشر سنوات قضاها في ظلك نعمت خلالها به ثم قضى الله تعالى ما قضاه,.
كما نورة قبلك,.
وقبلها كثيرات,.
وربما بعدكما أكثر,, هكذا الدنيا,.
صبَّرك الله تعالى وجمعك بصغيرك في جنان الخلد وجعله شافعاً لك ولوالده وكل من ذاق مرارة الفقد من المسلمين.
منيرة ناصر آل سليمان
|