ياهذا
تغمُركَ رغبةٌ عارمة تدفَعُ قدمَيكَ إلى أعلى, ثم تنهالُ عليهمَا بسياطِ الحاجةِ للرَّكض, وربما ألمٌ يقطع أوصال لسانِك, ليجعلَكَ تنبحُ ثَمَّ رويداً يصبح صوتُكَ كَريحٍ تَلعَبُ بالأبواب, لا يأخذُ شكلَ الريحِ ولا لونَه, بل يستحيلُ مَعَهَ الصوتُ (تكتكاتِ) ساعة حائطٍ عتيقة, في أذنيكَ وقَعَ الانتظار وعلى عقارِبِهَا لا يتثاءبُ مساء ولا يتحرَّكُ باتجاه معقول, فقط أنتَ تركُل حاجاتِك باتجاهِ الآخرين ليُدمِيكَ مَن يدمِيك، وربما بتناوبٍ مضحكٍ لكأنما مسرحيةٌ هزليةٌ لا تجِدُ من يتفرجُ عليها سوى مؤلِّفِها, أنتَ يا هذا.
********
ينفثني
نارٌ موقدة في خبتِ حياتي، يشعلُها حطب الليل، والليلُ حطبُ المفتونين, سئمتُ الرياحَ الموسمية التي توجَت أيامَنَا, رياحٌ لا تلفحُنِي لا تسمَّى رياح, لا تشعلُ مِن بين شفتي سؤالاً لا توقِدُ قدِمي حطباً للمشي, أَمَا آن للأصابع أن تحفلَ بالخيطِ والإبرة, إذاً كيفَ يتمُّ نَسجُ الذكريات، ولا بابَ يدخلُ مِنهُ الماء ولا نافذةً تَرقُصُ الريح بيَن أضلاعها, أهَوَ الرمقُ يسدُّ الحلوقَ حتى عنَِ التثاؤب؟ أمِ الوقتُ يشعُل الرجَفَة للوراء؟ وَيحثُّ التكاذُبَ والبؤسَ, حتى عندَ تشييدِ باب ندخلُ منه بقاماتٍ مرفوعة, لا تخافُ الزكاَم, إذا الريحُ يوماً أمطرت أنفاَس آخريَن لا نعرِفَهم من قبل.
أنا عقبُ سيجارة يمتصني الليلُ وحيداً، ينفثني في سماواتٍ بعيدة, أسقط تحتَ قدَمٍ كبيرة, بكَلّ قوة تمعنُ في إلصاقي بالإسفلت, علَّني أصبحُ مطباً صناعياً.
|