| مقـالات
كان ذلك عنوانا لأحد كتب نزار قباني ,, وهو حقيقة أحياناً,, فالكتابة قد تكون أحياناً عملاً يحمل معنى الانقلاب على الركود والصمت البليد الذي يحدث في ذات الكاتب أولا,, ومن ثم على الظلم والتعسف والتجاوز لاحترام قيمة الانسان ومكانته,, ذلك الكائن الذي كرَّمه الله وجعله في اعلى منزلة بين المخلوقات.
قد تحمل الكتابة معنى الانقلاب,, فقد تكون صرخة في وجوه الظالمين والحاقدين وذوي السفاهة,, صرخة في وجه الزيف والأقنعة الخادعة.
ولكن ليس كل كتاب ينبغي ان يحمل هذا المعنى الثائر,, نظرا لاختلاف الكتب واختلاف أهدافها,, اضافة الى أهمية تقبّل القراء لها وحكمهم عليها,, علما بأننا غالبا نقيِّم الكتاب حسب تقبّل قرائه له دونما نظر الى نوعية أولئك القراء ومستوى ثقافتهم ووعيهم!
تقول كاتبة عربية: الكاتب الذي يمضي عشر سنوات في الكتابة ثم يصدر كتاباً لا يحدث انقلاباً أو زلزالاً في وعي الناس وفي حياتهم فعليه ان يبحث عن عمل آخر عدا الكتابة !!
وهذه العبارة ليست صحيحة والدليل ان نجيب محفوظ أمضى في الكتابة عشرين عاما حتى بدأ النقاد بالالتفات اليه وان رواية مستغانمي ذاكرة الجسد بلغت هذه الشهرة بعد ان أمضت صاحبتها عشرين عاما أيضا في الكتابة حيث لم تكن معروفة قبل ذلك في العالم العربي كافة في الصورة التي هي عليها الآن.
الحقيقة الأخرى الهامة في هذا المجال ان الكاتب لا ينبغي أبدا ان يشغل ذهنه كثيرا بالشهرة وبأصداء الكتب وبمن صفق له ومن لم يصفق! اذا أدرك جيدا الهدف السامي من الكتابة ,, الكاتب الجيد لا ينتظر أبدا تصفيقاً ولا احتفالاً ولا يركض اليه وانما قد يأتي اليه ذلك تلقائياً بفعل ظروف معينة او مع مرور الزمن.
وأذكر ان نجيب محفوظ حين أبلغ ذات صباح بفوزه بجائزة نوبل ضحك وظن ان الأمر لا يعدو كونه نكتة ضمن العديد من النكات التي نسمعها كثيرا ونبتهج بها ثم نمضي الى سبيلنا.
***
** أشكر المشرفين على ادارة وتحرير مجلة الأمن الشهرية الصادرة عن الادارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية واشكر كذلك نائب المشرف العام رئيس تحريرها د, سعود المصيبيح على حرصهم الدائم على موافاتي بالمجلة شهريا لكنها ما زالت تصلني على عنواني القديم وللمسؤولين في المجلة ولمن يشاء من القراء الكرام.
عنواني هو:
ص,ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|