| مقـالات
في مدخل الجبيلة,, وهي ضاحية تبعد إلى الشمال الغربي من الرياض بحوالي أربعين كيلاً,, يوجد هناك مثلث صحراوي,, يتوسطه على ما اعتقد ثلاثة أعمدة للنور وقد حاولت البلدية أن تطرز بعضاً من نواحيه بأشجار الدودونيا، لأنها مثل الجِمال,, تصبر على الجوع والعطش أياماً كما درسنا في الابتدائي,, هذا المثلث تجتمع فيه غالباً بعد المغرب, وخاصة ليالي الخميس والجمعة، مجموعة من الأسر من سكان العيينة والجبيلة ممن لهم علاقات بالعسكرية هناك, وتجد الرجال في جهة والنساء في جهة, والأطفال بينهم في المسافة المتبقية يمرحون ويلعبون الكرة, ولا يخلو هذا المكان من شب النار, ويفضل هؤلاء السمر في هذا المكان, حتى قبيل منتصف الليل, وفي النهار, وعند الصباح عندما تمر من هناك ستجد وجه هذا المثلث وقد شبع من الدسم,, وتلفع بالباغات وبقايا الزبالات,,وتأتي الريح,, فتبعثر ما تجمع هناك, ويأخذ كل جزء من هذا المثلث نصيبه من تلك البقايا,, أما الشوارع المسفلتة في درة الشمال رقم واحد, ورقم اثنين, فإنها تتزين في وسطها بالحجارة التي يشكل بها الأطفال بيوتاً وحوشة, ويتركون ذلك لعامل البلدية او لمن يمرّ من المسلمين صباحاً,, هكذا,, تتعرض تلك المنطقة التي من الممكن ان تكون متنفساً ليس لهؤلاء فقط، بل وللعابرين أو القادمين من الرياض,, وكل ما يفكر فيه هؤلاء,, قصدي الرجال,, هو قضاء وقت يتسم بالكرم والجود, والسواليف, وقد يكون من بين ذلك بعض المشاكل التي تعترض حياة الواحد منهم, أما ساعة الانتهاء، فهذه لا تطرأ على واحد منهم,, ولو أن مندوب البلدية مثلاً في العيينة,, عرف هؤلاء واحداً واحداً, وأتى في الصباح ولمَّ كل ما تركوه هناك, ووزعه بعدل حول أبوابهم، فماذا يكون شعورهم وماذا تكون ردة الفعل عندهم.
إن الشعور الوطني يحتم علينا أولاً كمسلمين أن نحترم النعمة, وألا نسيء إلى الطريق وألا نشوه مكاناً يؤمه غيرنا من العابرين وأن نتحلى بالفضائل والخصال الحميدة لديننا, وأن نحس بالواجب الوطني الذي درسناه سواءً في المدارس المدنية أو العسكرية,, أما أن نكون سلبيين هكذا، فهذا ما يسمى بحب الذات, ونكران الجميل لدولة تحرص على ايجاد الأماكن التي نقضي فيها أوقاتاً سعيدة,, أيها الإخوان,, النظافة من الإيمان.
|
|
|