صغير هو على كل هذا العناء,, طفل يداعب سيجارة يحرق نفسه منذ الآن,, فماذا بقي من حريق العمر,,؟
لعبة غدت بين أصابعه,, ولعبة هو بين دخانها,, وما أقسى أن يصبحا اللعبة الكبرى بين يدي مجرمي العالم,,! أجرم الصغير في حق نفسه، واقترف أبوه ذلك، وأمه تداري اجرامهما، ومصانع السجائر تجتهد في الكسب,,! كل أولئك اجرموا والضحايا أبرياء راق لهم هذا الدخان المتصاعد من أفواه كثيرة تحيطهم من أب وأخ وصديق وأمامهم مشاهد كثيرة فيها هذا الدافع الخبيث,,!
حتى الطبيب اضحى يطلق دخانه ببلادة عجيبة ثم يلتفت ناهيا بكل ما يستطيع,,!
وأستاذه ينهاه,, يتوعده من بين سواد شفتيه وبقايا روائح عالقة في ثيابه,,!
فهل يُلام ذاك الصغير,,؟
هو يعتبر ذلك شجاعة فائقة وتجربة يستلذ بها حتى يقع في براثنها في ظل رقابة غائبة من ذويه أو حتى عجز واضح عن تربيته وتهذيب عناده,,! والأمر إن كانوا هم من يضرب الدفوف,, كيف لهم أن يمنعوه من التمايل راقصا؟!
ما أقسى أن ترى صغيرا نحيلاً شاحباً تتخلل اصابعه سيجارة، المسافة بينها وبين قلم الرصاص قصيرة,,! يقلبها بثقة عجيبة وكأنها ليست الأولى بل أحرق (واحرقته) مثيلات قبلها,, فياليت الصغار على الأقل يمنعوا من التدخين,, ليته يصبح ذنبا يعاقب عليه من يبيعهم والمسؤول عن تربيتهم,, فالعقاب قد يكون أوعى من ضمائرهم,,!
مرفأ آخر:
إلى من يرى أن حسن الأخلاق وروعة التعامل مع الآخرين تفاحاً,, ألا ترى أن الناظرين منك قد تكاثروا,,؟!
|