| العالم اليوم
يخطئ من يظن ان القضايا القومية فقدت الأولوية على ساحة العمل العربي المشترك,, ويخطئ من يظن ان المحاور والتكتلات الاقليمية عائدة الى المنطقة لتضع اللبنة الأخيرة لمثوى قضية الوحدة العربية.
فتلك الأمة تتميز بطبيعة يصعب على محللي السياسة ومراقبي التاريخ وضعها داخل اطار الماديات والمصالح,, فأبناء قحطان وعدنان بما خصهم الله من تكريم وتشريف بأنهم موطن الرسالات السماوية ومهد الحضارة الانسانية,, بينهم خيط على قدر دقته وصعوبة ادراكه من غيرهم الا ان به القوة التي تكفل بناء سياج واق لحظة التحدي.
ذلك الخيط الذي يرتفع فوق المصالح والخلافات الشخصية وتلونات العصر,, خيط اكتسب أصالته من أعماق التاريخ,, وقوته من معدنه النفيس,, وطبيعته من سماحة الدين وشركة اللغة والمصير.
هذا ما أكدته الأحداث الأخيرة، فبالرغم من محاولة رئيس النظام العراقي صرف نظر العرب عن قضيتهم المركزية، القضية الفلسطينية، وقضية المسلمين الأولى، قضية القدس، بمحاولة تحميل الدول الخليجية مسؤولية تأخير رفع العقوبات عن العراق، والتي لم تتأخر الا بسبب تلكؤ نظام صدام حسين في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة بعدوانه على دولة الكويت محولا تلاعبه وتفريطه بمصير العراق وشعب العراق برفضه تنفيذ القرارات الدولية التي ان نفذت عجلت برحيله، وبدلا من أن يضحي بكرسيه من أجل شعبه ووحدة بلاده راح يكيل الاتهامات ويوجه التهديدات بجيرانه من دول الخليج.
رغم كل تفاهات واتهامات رأس النظام العراقي، فان الجهود العربية والتحركات التي تبذل من القيادات العربية الحكيمة لتأمين المساندة والتأييد لجهود الإخوة الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم السياسية والحفاظ على مقدسات المسلمين في القدس.
والتحرك والجهد العربي الذي يتم بهدوء ولكن باصرار وقوة يؤكد نظرية الانصهار والمصير العربي المشترك,, ونفض الثرى عن ذلك الخيط وتلك الخصيصة المميزة في عالم مليء بالصراعات وتغليب المصالح الشخصية والاقليمية.
هذه الخاصية التي تختزنها الشخصية العربية لا يمكن ان تؤثر عليها محاولات الإبعاد والالهاء التي يقوم بها النظام العراقي لإشغال العرب والمسلمين عن قضيتهم الرئيسة، فقد أصبح مؤكدا عقد اجتماع قريب للجنة القدس الاسلامية لتقدم الدعم الاسلامي للجهد الفلسطيني لاستعادة الحقوق والحفاظ على المقدسات.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|