| القوى العاملة
يوحي لك بعض الأشخاص بأنه يمارس المثالية بكافة جوانبها، ويبدو لك من ظاهره انه يمارس الاسلوب الامثل في تعامله مع الآخرين، لكن بمجرد ما يسند اليه منصب ,, ينقلب وبصورة حادة الى عكس هذا المفهوم، ليس بصورة تلقائية تنشأ من هذا التغيير، وانما من خلال ممارسات متعمدة حُدِّدت اهدافها مسبقا، يأتي في مقدمتها كبح جماح اي شخص يدخل معه حلبة المنافسة,, وفق تصوره هو لا ما يتصوره الآخرون,!!
وما دام ان الفشل حليفه في معظم ممارساته، كان لابد من الوقوف أمام اي نجاح للآخرين، فهو لم يصل لهذا المنصب بالمنافسة والا لعرف معناها الحقيقي وروعتها!! وانما وصل من خلال طرقه الخاصة او من خلال ظروف معينة خدمته كثيرا، ولهذا فإنه يقف ضد منافسيه لعلمه المسبق انه غير قادر على الدخول معهم، وعلى هذا الاساس فهو يؤمن بالمثل القائل رحم الله امرأً عرف قدر نفسه وطالما انه غير مؤهل للمنافسة الحقيقية فلا داعي لفتح المجال أمامها بل الافضل سد هذا الباب نهائيا.
من هنا يأتي الاحتكار الوظيفي لكي يقتصر النجاح عليه فقط، بحيث يشعر الآخرين من حوله ان المعرفة لا يمكن وجودها عند غيره، وانه الوحيد القادر على الادراك,, وبالرغم من ان هذا الاحتكار يمارس بعدة صور تختلف درجة ضررها من تطبيق لآخر، إلا ان شرها ما يتعلق بهضم حقوق الآخرين، وسلب افكارهم من جراء حكر المعرفة، وصلاحية اشهارها.
والغريب في ذلك ان مثل هؤلاء وبالرغم من احتياطاتهم الكبيرة والهالة الواسعة التي يحيطون بها انفسهم فهم يتمتعون بغباء كبير يمكن معرفته بسهولة ويسر، وقد يستمرون في نهجهم هذا متصورين انهم يتجاوزون مفهوم الآخرين، ولم يكن بعلمهم ان الآخرين يتعاملون معهم في كثير من الاحيان من خلال معرفتهم بهذا الواقع، ولذلك فإن الذين يتعاملون معهم سواء من منطلق مصالحهم الخاصة، او ممن ابتلي في كونه مرؤوسا عند احدهم يشعرونهم بهذا المفهوم القابع في رؤوسهم، وكلما اشعروه بأنه الوحيد العارف كلما ازداد نشوة وتعاليا، لكنه لا يدرك ان هذا الشعور من قبلهم مؤقت ينتهي بمجرد انتهاء المصلحة وان الاستجابة لهذا المفهوم انما هو من قبيل الضحك عليه لا على انفسهم.
ولهذا فإن شخصية مثل هؤلاء ومهمتهم تنتهي من اول يوم يتركون فيه المنصب حيث يدرجون في قائمة النسيان، بعكس البعض ممن يستمر ذكره الحسن طويلا لا يمكن نسيانه بسهولة، وربما يزداد ذكرهم عندما يتركون المنصب، ومن هنا يكون الفارق.
وقفة:
يقول أحد العلماء:
العظمة ألا تستفزك الوظيفة إلى المبالغة في كمالياتها ومظاهرها,, لأن سر النجاح هو في التواضع,!!
|
|
|
|
|