*خلال الأيام القريبة الماضية، أتيح لي أن أكون,, في البلد العزيز الشيق الكريم تونس ,! ومن خلال صحبة كريمة، شهدت ندوة,, أقامتها وزارة الشؤون الدينية هناك، عنوانها :الإسلام وحوار الحضارات , تحدث فيها نخبة من المثقفين، يتقدمهم معالي وزير الشؤون الدينية الدكتور جلول الجريبي ، بإلقاء كلمة ضافية بليغة، عن متغيرات الحياة، وأن على الأمة المسلمة,, ألا تتخلف عن ركب الحياة المتطورة والمتجددة كل يوم!
* تحدث وزير الشؤون الدينية التونسي والحاضرون,, أحاديث مركزة، أبانوا فيها قيم الدين الإسلامي وأسسه وأهدافه وسماحته وتسامحه، وأنه دين صالح لكل زمان ومكان، دين خاتم، قيّم كامل,, ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم,, أرسله ربه للناس كافة بشيرا ونذيرا، وهو عليه الصلاة والسلام رحمة الله للعالمين, وأن هذا الدين,, لم يغير ولم يبدل، وأن دستوره القرآن حفظه الله,, ليظل النبراس الهادي إلى صراط الله القويم، وأنه لاغضاضة في محاورة أتباع الكتب السماوية,, إلى خير البشرية، وإلى التعايش في سلام وأمن يعم الكوكب الأرضي!
* كانت المحاور التي ضمتها تلك الجلسة,, التي شاهدت، تدعو إلى التعاون على البر والتقوى، والانفتاح على العالم,, من أجل حياة كريمة، دون المساس بثوابت العقيدة وأسسها، والاجتهاد فيما ينفع الناس في الفروع ، ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، من خلال حوار ، لا من منطلق صدام، ودون التعاون على الإثم والعدوان,! لقد كانت جلسة مثمرة، تحدث فيها اولو العلم والرأي الملتزم,, أحاديث جادة مفيدة، من خلال رسالة المسلم إلى العالم، ولاسيما الذين ينكرون على الإسلام وأتباعه,, مبدأ الحوار، في إطار القيم، ليوصل المسلمون إلى غيرهم رسالة الإسلام وجوهره وعدله وقيمه التي لا نجدها في غيره!
*وشهدت مع صاحبي درساً في مسجد عقبة بن نافع، بين المغرب والعشاء في ساحته الواسعة، التي امتلأت بالكبار والشبان، وعلى جانب آخر,, كان العديد من نساء الإسلام وفتياته، يستمعن إلى درس,, فضيلة الشيخ عبدالرحمن خليف، إمام وخطيب المسجد، وهو رجل تجاوز الثمانين، قضى زهرة شبابه وكهولته في التعليم، وهو شيخ جليل!
* حين رأيت هذه الجموع من الجنسين، والشبان والغلمان,, يجلسون إلى الدرس ساعة ونصفا,, فرحت وأدركت أن الإسلام بخير، وبعد الصلاة، سعى الشبان والغلمان إلى لف الحصر التي كانوا يفترشونها,, وحملها حيث تجمع، وأعني الحصر التي في ساحة المسجد المكشوفة, كما كان المسجد على سعته ملآن بالمصلين والمستمعين إلى درس الشيخ، وكان الجو رائعا، حيث الهواء العليل.
فالحمد لله على نعمه وفضله ومنّه,, الذي جعلنا من المسلمين!
|