| مقـالات
يستطيع الغزال برشاقته ان يسبق الانسان، كما يستطيع الحيوان المفترس ان يقضي على الانسان الاعزل من السلاح ولكن الانسان يمتاز عن المخلوقات جميعاً بالقدرة على التفكير وذلك بفضل تركيبته (السيكولوجية) وتمتعه بنعمة العقل الذي يعتبر شبكة ربط ضخمة تحتاج لتغذية دائمة وتمرين مستمر، فالمعرفة التي يكتسبها المرء هي الوقود له وكلما كان الدماغ مترابطاً اكثر عمل بفعالية أفضل، لذا فقد استطاع الانسان ان يخلق حضارات ويوجد لها ثقافات وتاريخا طويلا، هذا ما كان يدور حوله النقاش بيني وبين احد الاصدقاء في محاولة للإجابة على التساؤلات التالية: هل التفكير يناقض مسألة اقتناص الفرصة قبل فواتها؟ وما هو التفكير الصحيح المطالب به كل شخص قبل الاقدام على امر ما,, حيث قدم لي هذا الصديق عرضاً مغرياً ومكاسبه مضمونة!! ولكن لم تكن مكاسب مادية كما كنت اظن منذ البداية، فقد اتضحت لي الامور بعد خمس دقائق من سماع العرض,, وكما يقول بعض العلماء إن الكلام تفكير ناطق وان التفكير كلام خافت , وهذا ما دعاني الى التريث قليلاً قبل اتخاذ القرار حيال الموضوع الذي طرح عليّ وكانت نتائجه بعد فترة من الزمن غير موفقة ولم تحقق النجاح المطلوب والحمد لله أنني في دقائق معدودة توصلت الى نسبة نجاح اكثر من 70% بعد اتخاذي القرار وعدم الانخداع بهذا العرض,, وهذا جانب من الجوانب التي تحتاج للتفكير في حياتنا الشخصية ومن هذا المنطلق اود الاشارة الى النظرة الخاطئة التي تنبع من قناعات البعض من الناس و للأسف وهي ان مسالك التفكير وعرة وصعبة وتحتاج (للفزعة) ومعدات ثقيلة وكأنه في معركة يا قاتل يا مقتول، يا ساتر؟! وتفسير هذه الحالة عند علماء النفس هي ان تأجيل التفكير في الامور يعمل كمخفف لإحساسهم المضطرب بالجدارة الذاتية,, وهذا يترتب عليه بالتالي موقف سلبي تجاه العمل الذهني والحرص الشديد على الهروب من المهام الموكلة إليهم والتي ربما تحتاج لقدر يسير من اللحظات - كان الأجدر تقديمها بكل قناعة وراحة بال - والذي ينتج عنه دائماً المماطلة في اتخاذ القرارات ويذكرنا ذلك بمقولة الرسام البريطاني (رينولدس) لا توجد وسيلة لم يلجأ إليها الانسان كي يتجنب عمل التفكير الحقيقي صحيح انه لا بد من تحديد الهدف من التفكير وألا يكون شيئاً مستحيلاً وان يتحرر من الهوى ويجب ممارسة التفكير باستمرار ولو اطلعنا على حالة المفكرين لوجدناهم دائماً يفكرون ويخلقون من التفكير برنامجاً جديداً، اذاً لا ينبغي لنا ان نقتل فكرة التفكير في مهدها، فلربما كانت بداية لمسار موفق ومثمر لك أيها الانسان.
ومما سبق ذكره أقول: التفكير امر هام وخصوصاً عند معالجة قرار له أوجه طويلة الأمد كالقيام بعملية انتقاء بيت أو مهنة أو زواج فلا تسمح لذهنك بقفز الاحتمالات والخيارات الممكنة طبعاً بعد التوكل على الله سبحانه واتباع ما سنّه لها ديننا الحنيف في هذا الخصوص.
www.alotaibi-o@hot mail.com
|
|
|
|
|