| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
في الحلقة السابقة انتهى بي الحديث عن الشخ عبدالوهاب بن محمد أبو ملحة احد رجالات المنطقة والرجل الذي وقف بكل صدق في سبيل بناء الوطن ووحدته ظل محافظا على العهد والوعد ينام بعين وتظل الاخرى سهرانة كما يفعل الأسد من اجل الوطن, ولقد وعدتكم ان اواصل الحديث عن شخصية اخرى هو الامير سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط لقد كان للشيخ العديد من الابناء وهو والد كل من الشيخ علي بن سعيد شيخ قبائل شهران السابق احسن الله الخاتمة له والشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط محافظ محافظة خميس مشيط بالنيابة والشيخ حسين بن سعيد بن مشيط شيخ قبائل شهران الحالي ولقد فقد العديد من الابناء فقدهم في مراحل سابقة فكان مثالا للصبر حينما يعظم الفقد وهو يذكرني في هذا بأبي ذؤيب الهذلي الذي فقد سبعة من البنين دفعة واحدة فكان الصبر حليفه وما اصدق قول شاعر قال حكمة في بيت شعر:
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن الدهر غير مخلد |
الامير سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط وهكذا كان يدعى في المنطقة احد رجالات المنطقة النابهين وهو شيخ قبائل شهران سابقا شهماً كريما، فارسا، جواداً، حليماً، حكيماً، متديناً، بهي الطلعة، طوالا، تسبقه هيبة فيه قسامة ووسامة له وجه وضيء وعينان نافذتان، يلبس عقالا مقصبا، اذا مشى بين الناس ظهر بينهم فارعاً تحسبه يركب جواداً، كان قوي الايمان بربه شديد التدين.
وهو فارس مغوار يؤثر عنه (انه لا يركب الا حصاناً أصيلاً ولم يذبح لبيته وضيوفه الا خرافاً سماناً ولم يعط سره امرأة قط) وهذه أصالة عربية تمثلت في الامير سعيد رحمه الله، ولقد كانت حماية سوق الخميس الاسبوعي مناطة به كما هي منوطة باسلافه ولقد سمعت انه اثناء ذلك السوق ان اعتدى رجل على اخر داخل السوق وقتله ثم هرب غرباً وما ان علم الامير حتى امتطى صهوة جواده ولحق بالجاني على بعد عشرين كيلا وكان كل منهما يفذ السير وما ان ابصر الجاني على بعد حتى اطلق النار وهو على جواده نحو الرجل ليقتص منه لجريمته ثم هروبه حماية للسوق ومن كان بداخله لانه تكفل بذلك الامر ولقد كان السوق يسمى (سوق ابن مشيط) ثم حور اسم الشهرة الى خميس مشيط بعد ان كان يسمى خميس شهران ولطلاب المعرفة والعلم فلقد عرفت ان بداية مشيخة آل مشيط على بلاد شهران منذ سنة 1182ه.
لقد شارك الامير سعيد رفيق دربه وصهره الشيخ عبدالوهاب ابو ملحة في اطفاء نار الفتن التي غمرت المنطقة في بدايات جمع شمل البلاد والعباد وشارك مع اللجان التي فاوضت امام اليمن في مشاكل الحدود مع امير قبائل قحطان الشيخ محمد بن دليم وكان الامير تركي بن محمد بن ماضي معهم في بعض مراحل المفاوضات وقد ابلى الامير سعيد بن مشيط بلاءً حسنا مع الرجال الصادقين واخلص للملك عبدالعزيز كما يجب ان يكون الاخلاص وكان يرى ان الخلاص من الحروب والتمزق والتشرذم وطمع الطامعين هو في دعم الملك عبدالعزيز رحمه الله ومؤازرته لوضع حد لهذه الحروب والفتن والمطامع والتخلف حتى اكتمل البناء ورسخت قواعده وعرف الناس نعمة الامن والاستقرار اللذين قادا الى الرخاء والعلم والحضارة والنماء وما نعيشه نحن اجيال اليوم هو من نتاج وثمار جهاد الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين رحمة الله عليهم.
لقد كان الامير سعيد رحمه الله شديد الحرص على اقامة شرع الله والمحافظة على الصلوات وكان يتفقد ابناءه واقاربه ومواليه ويطبق عليهم عقوبة الجلد امام المسجد عقب كل صلاة اذا ثبت تخلف احد منهم ويؤدبه فورا وكان مشهوراً بالعدل والكرم وكان السجين عنده يحظى بما يحظى به الضيف من كرم وفي سنوات الفقر وانحباس المطر يفتعل الفقراء وذو الحاجة الخصومة والمشاجرة فيما بينهم حتى يلجأ الامير سعيد الى حبسهم لاحظوا منه بالرعاية وتوفير المعيشة لهم من اطايب الاكل وقد استمر على خصائله وشمائله حتى وافاه الاجل بعد ان عمر طويلا وبعد حياة حافلة بالبذل والعطاء ومكارم الاخلاق رحمه الله ورحم كل من ذكرت من الاحياء والاموات وعموم المسلمين .
محمد ابراهيم محمد فايع خميس مشيط
|
|
|
|
|